عاشت ولاية جيجل اليوم يوما أسود بتم معنى الكلمة وذلك بفعل موجة الحرائق المهولة التي ضربت عدة مناطق من الولاية وهي الحرائق التي أسفرت عن خسائر مادية معتبرة دون تسجيل خسائر في الأرواح الى حدود ساعة متأخرة من مساء اليوم . وشهدت عاصمة الكورنيش ومنذ ليلة الأحد الى الإثنين اندلاع عشرات الحرائق التي مست غرب ، وسط وشرق الولاية وكان أخطر هذه الحرائق على الإطلاق تلك التي مست مناطق زيامة منصورية ، الطاهير والمنار الكبير ببلدية جيجل ، حيث حتمت ضرارة النيران ببلدية زيامة منصورية اخلاء عدة مناطق بهذه البلدية من قاطنيها على غرار الطرشة ، بوبلاطن وبولخماس وهو ماحدث ببلدية الطاهير وتحديدا بمنطقة الدمينة أين تم اجلاء عدة عائلات بعدما حاصرت النيران منازلها ، ولم تختلف الأمور كثيرا بمنطقة المنار الكبير غير بعيد عن عاصمة الولاية حيث اقتربت النيران من المناطق الآهلة الأمر الذي خلق حالة طوارئ بهذه الجهة ، كما تم تسجيل عشرات حالات الإختناق بالدخان وسط كبار السن والأطفال والنساء بالدرجة الأولى على مستوى المناطق المذكورة الأمر الذي دفع بمصالح الصحة والحماية المدنية الى استنفار كل الوسائل من أجل تحويل المصابين باتجاه مختلف المرافق الصحية التي ضاقت بهؤلاء المصابين من دون أن تسجل أية حالة وفاة الى حدود الساعة السادسة من مساء أمس حسب الحماية المدنية . هذا واستنفرت الحماية المدنية ومصالح الغابات اضافة الى الجيش الوطني الشعبي والمتطوعين كل الإمكانات المتاحة من أجل السيطرة على الحرائق التي اندلعت عبر اقليم الولاية ، والى حدود الساعة السادسة من مساء أمس تمت السيطرة النهائية على بعض هذه الحرائق كما هو الحال بالنسبة لحريق المنار الكبير غرب عاصمة الولاية الذي أخمد نهائيا شأنه شأن حرائق الدمينة بالطاهير و عين السراق ببلدية تاكسنة اضافة الى حريقين آخرين بكل من الدكارة وأولاد صالح بالطاهير ، في الوقت الذي ظلت فيه بعض الحرائق الكبيرة مشتعلة كما الحال بالنسبة لحريق زيامة منصورية الكبير وكذا حرقين آخرين بكل من بلديتي وجانة والطاهير مع الإعلان عن اندلاع حريق آخر بمنطقة أولاد بوزيد ببلدية الشحنة . من جهة أخرى وفي سياق متصل بموجة الحرائق التي عرفتها ولاية جيجل أمس وسط درجة حرارة قياسية تجاوزت ال48 درجة فوق الصفر أعلن عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع والتي يرأسها والي الولاية شخصيا ، كما أعلن عن غلق تحفظي للطريق الوطني رقم 43 في شطره الغربي الرابط بين منطقة المنار الكبير والى غاية بلدية زيامة منصورية تفاديا لسقوط ضحايا بين مستعملي هذا الطريق الأمر الذي تسبب في حجز الآلاف من المصطافين والحيلولة دون مواصلة هؤلاء لمسارهم مع اعلان عدة فنادق تنشط بهذه الجهة عن فتحها لأبوابها أمام العائلات التي فقدت منازلها من أجل ايواء هذه الأخيرة في هذا الظرف العصيب .