تسبب الارتفاع الاستثنائي لدرجات الحرارة في نشوب عدة حرائق خاصة بالولايات المعروفة بكثافة غطائها الغابي بوسط وغرب البلاد، وقد أتت ألسنة اللهب على مئات الهكتارات من الأحراش والغابات، إذ عاش سكان بعض المناطق من وسط وغرب البلاد الجحيم خاصة نهاية الأسبوع المنصرم· شهدت ولاية عين الدفلى منذ الثلاثاء الفارط اندلاع سبعة حرائق بمختلف بلديات الولاية، وتم تسجيل هذه الأخيرة التي أتت على أكثر من مائة هكتار من الغابات على مستوى بلديات بويحية ومليانة وعين التركي وجليدة وعين لشياخ· وذكرت آخر حصيلة أعدتها محافظة الغابات للولاية في 18 جويلية الجاري اندلاع 61 حريقا منذ بداية جويلية بتسع بلديات أتت على مساحة فاقت 760 هكتار من الأحراش والأدغال والصنوبر الحلبي· وبالمقابل، أتت الحرائق التي نشبت خلال ال 48 ساعة الأخيرة بولاية البليدة على أكثر من مائة هكتار من المساحات الغابية· وتعود أسباب اندلاع الحرائق إلى موجة الحرارة التي تجتاح مختلف الولايات الساحلية منها والداخلية حيث سجل نشوب 30 حريقا عبر تراب الولاية أغلبها بالجهة الشرقية كحمام ملوان وصوحان وبوفرة والأربعاء· وقد تم تجنيد أعوان المحافظة وكذا الحماية المدنية لإخماد هذه الحرائق التي زادت من حدة انتشارها الرياح الساخنة التي تهب على المنطقة حيث تمكنوا من إطفاء إلى حد الآن 22 حريقا فيما لا تزال الجهود قائمة لإخماد الثمانية حرائق المشتعلة لمنع وصولها للحظيرة الوطنية للشريعة التي تعد رئة المتيجة· الحرائق تحاصر تيزي وزو وبولاية تيزي وزو سجل نشوب 31 حريقا منذ صبيحة يوم الأربعاء على مستوى عدة مناطق وبلديات الولاية· وحسب خلية الاتصال للجماية المدنية، فإن الحريق الأول قد تم تسجيله في حدود الساعة الثامنة والنصف من صبيحة يوم الأربعاء بمنطقة أقني أوعروس ببلدية بني دوالة والتي أتى على هكتارين من الغابات والأحراش، وقد تمت السيطرة على اللهب وإخماد النيران من قبل مصالح الحماية المدنية، في حين اندلع حريقان آخرين بدائرة افروحان، وقد انتشرت رقعة الحرائق في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا بعد التبليغ عن مواقعها على مستوى اعكوران· وحسب ذات المصالح، فإن أكبر حريق تم تسجيله كان بدائرة واضية حيث لا يزال أعوان الحماية المدنية يصارعون ألسنة النيران بسبب وعورة المنطقة· وشهدت عدة مناطق من بلدية افليسن الساحلية، عين الحمام، تيزي راشد، بني عيسى، بوسهل بآيت يحيى وسوق الإثنين عدة حرائق، ولم يتم لحد الآن تحديد الخسائر بسبب عدم إخماد الحرائق إلى حين كتابة هذه الأسطر· وقد تجدد اندلاع الحرائق صبيحة يوم الخميس ببلدية عين الحمام التي تعد أكثر المناطق تضررا، حيث شهدت نشوب خمسة حرائق دفعة واحدة، بالإضافة إلى سبعة حرائق سجلت بأزفون وعزازفة إحداها أتى على مساحات معتبرة بأحد حقول الزيتون· فيما التهمت ألسنة اللهب العشرات من الهكتارات بواسيف، الأربعاء ناث إيراثن، واضية وبوزفان صبيحة يوم الخميس، فيما تواصل زحف النيران نهار أمس بعين الحمام، تيزي وزو، ذراع الميزان وبوزفان· ولحسن الحظ أنه لم تسجل خسائر في الأرواح· بينما فتحت مصالح الدرك تحقيقات لتحديد أسباب اندلاع الحرائق في حين لا تزال مصالح الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى رغم المتاعب التي تفرضها تضاريس المنطقة وانعدام المسالك للوصول إلى مناطق الحرائق· مصطفى لهبيري: استعمال طائرات لإخماد النيران لا يعود بالفائدة على بلد مثل الجزائر أكد، أول أمس، المدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري، أن استعمال الوسائل الجوية في مكافحة حرائق الغابات باقتناء طائرات الإطفاء لا يعود بالفائدة على بلد مثل الجزائر التي لا تتوفر على غابات كثيفة، حيث لن تستعمل سوى 15 أو 20 يوما في السنة· وأوضح في هذا الصدد أن مكافحة جوية فعالة ضد الحرائق تقتضي أسطولا يتكون على الأقل من 15 إلى 20 طائرة إطفاء وطيارين مؤهلين وسهولة الحصول على الماء· وأعرب مصطفى لهبيري عن استعداد الحماية المدنية للمشاركة في إنشاء مجموعات تطوعية للمساهمة في التحسيس بأهمية الغابات ومكافحة الحرائق في الفضاءات الطبيعية· وأكد لهبيري على ''أهمية تشجيع إنشاء متطوعين لمساعدة مصالح الحماية المدنية على تحسيس السكان بخصوص أهمية الغابات ومكافحة الحرائق التي تجتاحها''· وأكد المسؤول الأول على جهاز الحماية المدنية أن مصالحه سجلت منذ بداية فصل الصيف من 20 إلى 25 حريقا للغابات يوميا تعود أسبابه إلى ارتفاع درجة الحرارة وإلى ''لا وعي'' بعض الأشخاص بأهمية هذه الفضاءات الغابية· كما ذكّر لهبيري بتسجيل العديد من الحرائق بالبساتين وواحات النخيل والتي تعود -كما قال- إلى ''لامبالاة'' أصحابها الذين ''لا يحسنون الاعتناء بها''· وأكد في نفس السياق أن مصالح الحماية المدنية قادرة على السيطرة على أي نوع من الحرائق بفضل ''التكوين الجيد'' الذي تلقوه وتجهيزاتهم ''المطابقة للمقاييس الدولية''· كما أشار إلى وجود حوالي 12 فرقة متنقلة تتوفر على حوالي 6000 ضابط ورجل إطفاء تلقوا ''تدريبا جيدا'' ويتوفرون على عتاد خاص بمكافحة الحرائق بإمكانهم مساعدة مصالح الغابات عبر مختلف الولايات إذا اقتضت الضرورة· وأضاف المدير العام للحماية المدنية أن عناصر هذه الفرق تتلقى تدريباتها من قبل ضباط تكونوا في فرنسا في إطار اتفاقية تعاون تم توقيعها في 2006 بين البلدين· كما أبرز العقيد لهبيري دور الجيش الوطني الشعبي ومحافظات الغابات في مكافحة هذه الكوارث في الوسط الغابي· ومن جهة أخرى، دعا إلى إعادة تشجير الغابات بمختلف مناطق البلد والاعتناء بالشجيرات طيلة نموها، مذكرا أنه لم يتم مباشرة إعادة تشجير مكثفة منذ السد الأخضر في السبعينيات· وأكد في هذا الصدد على ضرورة إعادة التشجير مع تخصيص مساحات تحول دون امتداد الحرائق وتسمح للمصالح المعنية باقتحام الغابة ومكافحة حرائق محتملة· وأضاف العقيد لهبيري أن مصالح الحماية المدنية التي تعد حاليا 35 ألف عنصر تطمح إلى مضاعفة عددها خلال السنوات الأربعة المقبلة لبلوغ 70 ألف في .2013 ب· القاضي إسعاف 30 شخصا ببومرداس جراء ارتفاع درجة الحرارة استقبلت المؤسسات الاستشفائية لولاية بومرداس خلال اليومين الفارطين العديد من الحالات المسعفة نتيجة الحرارة الشديدة مما وضع هذه المؤسسات في حالة استنفار قصوى، حسب المصدر الطبي الذي تحدثت إليه ''الجزائر نيوز'' والذي قال إنه لم يتم بعد ضبط العدد النهائي للأشخاص المسعفين الذين تجاوز عددهم ال 30 شخصا بسبب استمرار توافد الأشخاص المتضررين من هذه الحرارة على المؤسسات الاستشفائية، مضيفا في ذات السياق أن أغلب الحالات المستقبلة كانت في الظهيرة التي تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة وأن الأشخاص المسعفين من ذوي الإصابات بأمراض تنفسية· وقال ذات المصدر إن المصابين من كل الفئات شيوخ، نساء وأطفال، مؤكدا أنه تم إسعاف حتى أشخاص سالمين تعرّضوا لإصابات جراء هذه الحرارة خاصة ما تعلق بضربات الشمس· جميلة· م بين 40 و45 درجة حرارة متوقعة خلال اليوم ب 27 ولاية يتواصل ارتفاع درجات الحرارة بالمناطق الشمالية للبلاد خاصة الداخلية خلال اليوم· وأوضحت النشرة الخاصة التي أصدرها الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة هذه ستصل أو تفوق 40 درجة محليا في بعض المدن الساحلية وستتراوح بين 42 و45 درجة في المناطق الداخلية· ويخص ارتفاع الزئبق 27 ولاية وهي وهران، سيدي بلعباس، مستغانم، معسكر، غليزان، تيسمسيلت، الشلف، عين الدفلى، تيبازة، الجزائر العاصمة، البليدة، المدية، بومرداس، تيزي وزو، البويرة، المسيلة، بجاية، جيجل، سكيكدة، عنابة الطارف، سطيف، برج بوعريريج، ميلة، قسنطينة، سوق اهراس وفالمة·