تحولت ساعة حقل مارس بوسط مدينة عنابة ومنذ بداية الدخول المدرسي الجديد إلى معرض وسوق كبير لبيع الكتب المدرسية المستعملة بما فيها الجريدة لمختلف الأطوار التعليمية الابتدائي المتوسط والثانوي حيث تعترف هذه السوق إقبالا منقطع النظير من طرف أولياء التلاميذ والمتمدرسين عسى ولعل أن يجدوا ضالتهم وحاجاتهم مما خفّ وزنه وقل ثمنه نظرا للأسعار المغرية والمنخفضة المعروضة بذات السوق مقارنة بالأسعار الخيالية التي تباع فيها الكتب على مستوى المؤسسات التعليمية والتي قيل عنها أنها تفوق طاقات وجيوب المواطنين دون الدخل المتوسط وقد تزامنت هذه الظروف الاجتماعية بما تم استهلاكه وصرفه في رمضان والعيد المبارك على الألبسة والطواقم الجديدة لأبنائهم الأمر الذي دفع بهم إلى اللجوء إلى هذه السوق لتمكين أبنائهم من مزاولة الموسم الدراسي في أحسن الظروف وذلك من خلال إقتناء جميع الكتب المدرسية بأسعار بخسة وفي متناول الجميع وفي هذا السياق فقد تابعت جريدة آخر ساعة مجريات عمليات البيع والشراء بهذا السوق أين أكد لنا العديد من أولياء التلاميذ أنهم يفضلون شراء الكتب المستعملة والتي هي في حالة جيدة على أن يقتنوها من المدارس نظرا للفرق الشاسع في الأسعار حيث قد تكلف حزمه من الكتب المدرسية مشتراة من المدارس أولياء التلاميذ ما بين 4000 دج إلى 5000 دج في حين لا يكاد أن يصل هذا المبلغ بالسوق الموازية 2000 دج وذلك نظرا لطبيعة الظروف الإقتصادية الصعبة والحالة المادية المزرية التي تعاني منها الكثير من العائلات ذات الدخل المحدود بالإضافة إلى الأعباء الأخرى المتمثلة في فاتورات الكهرباء والغاز والماء ناهيك عن المتاعب التي لحقت بهم جراء كثرة المصاريف الاستهلاكية في شهر رمضان واحتياجات ومطالب عيد الفطر التي زادت من الفاقة والحاجة علاوة على ذلك اللجوء إلى الاستلاف والتدين الذي زاد من هموم الأولياء وذلك بهدف رسم الطريق الصحيح لأبنائهم معبرين في ذات الموضوع عن ارتياحهم للأسعار المعروضة وتوفر بالكميات المطلوبة في ظل هذه الأجواء المشحونة بالمضاربة والإبتزاز في الأسعار على صعيد كل المستويات والتي ألهبت الأسواق وأثقلت كاهل المواطن البسيط. بن عامر أحمد