القدر شاء أن تكون نهاية حياة المدعو سنوسي عبد الرزاق البالغ من العمر 55 سنة على أسرة العيادة التي دخلها ماشيا على الأقدام وفارقها محمولا على الأكتاف دون أن تتم حتى معاينته من قبل أطباء المناوبة الليلية ، الحاضرين بأسمائهم في القوائم و الغائبين عن مناصب عملهم وهو ما كان مضمون عديد التقارير المرفوعة من قبل السلطات المحلية بما فيها مصالح الأمن. الضحية عبد الرزاق يفارق الحياة على أسرة العيادة دون تلقيه أي علاج تفاصيل الحادثة تعود حسب رواية سليم شقيق المتوفى إلى حدود الساعة السادسة و النصف مساء أمس الأول الثلاثاء ، أين كان الضحية جالسا بأحد المقاهي بوسط البلدية ، لتظهر عليه الإصابة بآلام حادة على مستوى القلب وهو الأمر الذي دفع بالحاضرين إلى نقله على جناح السرعة وسط حيرة و ذهول خاصة وأنه لا يعاني من أية أمراض إلى المناوبة الطبية بالعيادة المتعددة الخدمات لتلقي الإسعافات الأولية ، غير أنهم تفاجأوا بعدم وجود أي طبيب وخلو المصلحة على عرشها ليبقى المريض يصارع آلامه المتزايدة في الوقت الذي رفض فيه أطباء تابعون لها تم إستدعاؤهما الحضور والتدخل لأجل إنقاذ حياة. مريض في حالة خطيرة وانعدام التوجيه لأهل المريض سواء بنقله إلى عيادة أخرى أو مستشفى ليكون الموت نتيجة حتمية للإهمال بعيادة طبية من المفروض أن يسهر الأطباء المناوبون بها على تقديم خدمات صحية لسكان البلدية خاصة الحالات المستعجلة.وقد أكد شهود عيان أنه تم جلب الطبيب عطوي على سبيل التطوع لكن شاء القدر أن يفارق الضحية الحياة. وبين الحيرة والحزن الذي خيم على أهل الضحية وأقاربه ومن كان حاضرا ثارت ثائرة ذوي المتوفى وسكان البلدية الذين عبروا عن سخطهم وسط الغليان بمحاولة حرق المصلحة بعد غلق الطريق وتجمهرهم أمامها. ما إن انتشر خبر وفاة الضحية بسبب غياب طبيب مناوب حتى أخذت عاصفة الغضب الممزوجة بالحزن تجر كل من وصلت الحادثة إلى مسامعه للتوجه والتجمهر أمام مقر العيادة وليطفو الغليان على الجماهير ما أعلن حالة من الطوارئ عقب إقدام جموع الغاضبين على غلق الطريق مطالبين بحضور السلطات لمعاقبة القائمين على المصلحة الأمر الذي استدعى تدخل عناصر أمن الدائرة مرفوقة بعناصر الشرطة القضائية والتي عملت على تهدئة المحتجين وإقناعهم بالهدوء كما قامت بإخطار رؤساء الإدارات المحلية بما فيهم البلدية والدائرة إضافة إلى مدير الصحة ولجان الدرك للفرقة الإقليمية للبلدية ووحدات الحماية المدنية.الغاضبون ممن تأثروا برحيل سنوسي عبد الرزاق صبوا جام غضبهم على القائمين على العيادة محملين إياهم المسؤولية الكاملة للإهمال الذي يواجهونه في كل مرة يتجهون فيها إليها لتكون حادثة الوفاة التي نزل خبرها كالصاعقة النقطة التي أفاضت الكأس، حيث أقدموا على غلق الطريق لأزيد من ساعة، تعبيرا عن غضبهم خاصة وأن خدماتها المقدمة في مستويات أقل ما يقال عنها أنها دنيا، وإزاء هذه الوضعية وتخوفا من خروج الأمور عن السيطرة دخلت قوات الأمن والسلطات المحلية في مفاوضات مع المحتجين لتهدئتهم وتبقى جثة المتوفى حبيسة المصلحة. جثة الضحية تنقل بعد التهدئة من قبل قوات الأمن والسلطات المحلية الأوضاع التي كادت أن تأخذ منعرجا خطيرا وتخرج عن السيطرة تحكمت في زمامها القوات الأمنية ورؤساء الإدارات المحلية وأعيان المنطقة، لتخرج سلسلة المفاوضات بعدول جموع الغاضبين عن غلق الطريق وحرق العيادة بعد أن تلقوا وعودا من قبل السلطات المختصة بمعاقبة المتسببين في حالة التسيب والإهمال الذي أدى إلى وفاة عبد الرزاق حيث فتحت المصالح الأمنية تحقيقات في القضية وراسلت المصالح المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المقصرين خاصة وأن قضية غياب الأطباء المناوبين بالعيادة كانت مضمون العديد من تقارير ذات الجهات إلى الوصاية، في حين حضر رئيس البلدية واعدا بحل الإشكال في أقرب الآجال مدير الصحة ينتقل إلى العيادة ويسهر على علاج المرضى وقد كان لمدير الصحة بولاية عنابة زيارة ميدانية إلى العيادة مسرح الحادثة للوقوف على غياب المناوبين مهددا باتخاذ إجراءات ردعية صارمة ضدهم بعد التحقيق.وقد قام مدير الصحة وفي خطوة مفاجئة على تقديم الفحوصات الطبية اللازمة للمرضة المتوافدين على العيادة حتى الساعات الأولى من الصباح.ثم قام باستدعاء مسؤولين في قطاع الصحة إلى الساعة الواحدة صباحا للوقوف على القضية وتحديد المسؤوليات. آخر خبر وقد اطلعت آخر ساعة على محضر المعاينة المنجزة أمس حيث تشير إلى أن الضحية كان في حالة وفاة قبل وصوله إلى العيادة وهو ما جاء في التقرير المعد من قبل المصالح الأمنية. في اجتماع طارئ على مستوى المديرية مدير الصحة يتخذ إجراءات صارمة ضد مسؤولين في الحادثة إتخذ مدير الصحة و السكان لولاية عنابة منجي مصتوري إجراءات ردعية وصارمة ضد للمتسبيبن في الإهمال والتسيب الذي أدى إلى وفاة المدعو سنوسي عبد الرزاق البالغ من العمر 55 سنة ، وذلك عقب إجتماع طارئ عقد صبيحة أمس الأربعاء على مستوى مديرية الصحة لتدارس مجريات الحادثة التي خلفت غضبا و حزنا وسط سكان بلدية البوني . حيث تقرر حسب ما صرح به مدير الصحة، السيد مونجي مسطوري توقيف المسؤول عن الإستعجالات (ع.م) لعدم التزامه بمواقيت العمل المفروض الانتهاء منها بمجرد تعويضه بطبيب آخر إذ أن الأخير قام يوم وقوع الحادثة بفحص 05 مرضى وعاد أدراجه إلى مقر سكناه دون انتظار حضور مستخلف له. كما تم توقيف المدير السابق للمصالح الصحية والذي كان مدير المناوبة بالعيادة المتعددة الخدمات بالبوني ليلة الحادثة المسمى (م.عبد الرحمان) والمسؤول على وضع قائمة أطباء المناوبة للشهر الجاري هذا وشملت الإجراءات الردعية التي جاءت عقب نزول خبر وفاة الضحية كالصاعقة على ذويه ورفاقه والسلطات المحلية نتيجة اللامبالاة توقيف طبيب المناوبة المسؤول عن فحص المرض ليلة وقوع الفاجعة يأتي هذا في الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات الإدارية والأمنية متواصلة لكشف المزيد بخصوص القضية. تشييع جنازة المرحوم في جو مهيب بمقبرة سيدي حرب وقد شيعت بعد صلاة ظهر أمس جنازة المرحوم “عبد الرزاق سنوسي” في جو مهيب بمسجد الأنصار بالبوني الذي يبعد قليلا عن مكان العيادة متعددة الخدمات التي لفظ فيها المرحوم أنفاسه الأخيرة. حيث حضرت الجنازة جموع غفيرة من مواطني حي”طارق بن زياد” وأصدقاء وأقرباء المرحوم وكذا أعوان الحماية المدنية ليوارى الثرى بعدها بمقبرة سيدي حرب وفي لقائنا بأخوة الفقيد بعد الانتهاء من مراسيم الدفن صرحوا جميعهم بأن العائلة ستذهب بعيدا في هذه القضية من أجل الكشف عن ظروف وفاة أخيهم بالعيادة مؤكدين جميعهم بأن المرحوم كان لا يعاني من أية أمراض خطيرة أو مزمنة قبيل اللحظات الأخيرة من وفاته حتى إنه كان لا يتناول أية عقاقير أو أقراص مهدئة وإنما أصيب بوعكة بسيطة أثناء وجوده بمقهى الحي عاد بعدها إلى المنزل أين نقله أقرباؤه إلى عيادة الحي. ياسين لعمايرية /عمارة فاطمة الزهراء