لم يحدث في تاريخ الدورات الإفريقية ال26 السابقة وأن كان الإجماع كبيرا على فشل التنظيم مثلما هو الحال مع دورة أنغولا التي سيسدل الستار عنها اليوم بإقامة المباراة النهائية بين مصر وغانا. * و مع ذلك، فإن تدخل الرجل الأول في الكرة الإفريقية الكامروني عيسى حياتو خلال الجمعية العامة العادية للإتحاد الإفريقي أول أمس، جاء خلافا لكل تلك الأحكام، حتى أن "امبراطور" الكرة في القارة السمراء راح يسبح عكس التيار تماما عندما قال: "أهنئ أنغولا وحكومتها على المجهودات الجبارة التي أدت إلى نجاح هذه الدورة"، تصريح أثار الكثير من الاستغراب ودفع بالمراقبين إلى العودة للتقارير الصحفية التي أرسلها مبعوثو وسائل الإعلام العالمية طيلة أطوار الدورة. * ولعل الخلاصة الواضحة التي استنتجها المراقبون من خلال هذه التقارير أن بلدا مثل أنغولا لم يكن ليفوز بشرف تنظيم منافسة عالية مثل كأس إفريقيا التي أضحى يشارك فيها عدد كبير من النجوم الذين ينشطون في أقوى البطولات الأوروبية. * ولعل في شهادات ممثلي الصحافة العالمية عن معاناتهم اليومية طيلة المنافسة سواء من حيث الإقامة أم المواصلات ووسائل العمل المتوفرة ما يكفي لوحده بأن يدحض ادعاءات حياتو. * ليس هذا فحسب، لأن الفرق المشاركة أي العنصر الأهم في الدورة أمضت كل أيامها في الشكوى من ظروف الإقامة، وسوء أرضيات الملاعب، دون الحديث عن الجانب الأمني الذي ظل هاجسا يسيطر على الجميع، على خلفية حادثة كابيندا التي تعرض لها المنتخب الطوغولي ما أدى إلى انسحابه من المنافسة في سابقة تبقى عارا على جبين الاتحاد الإفريقي ومسؤوله الأول الذي لم يتردد في المغامرة بحياة اللاعبين الأفارقة لأغراض لا يعلمها إلا هو. * * وزير الرياضة الأنغولي يعتذر و"الامبراطور" يتفاخر * ومع ذلك يصر حياتو على اعتبار موعد أنغولا ناجحا بكل المقاييس، بل إنه لم يهضم انتقادات الإعلاميين الذين حضروا أول أمس إلى مؤتمره الصحفي، فرد بالقول أنهم كثيرا ما ينقلون أخبارا خاطئة، في محاولة منه لإبقائهم في موقع الدفاع فقط، رغم أن وزير الرياضة الأنغولي نفسه طلب في مداخلته أمام الجمعية العامة للكاف المعذرة على الهفوات المرتكبة من طرف بلاده في تنظيم الموعد الإفريقي، في اعتراف صريح بأن الأمور لم تجر مثلما كان مأمولا. * ومهما يكن، يبقى "العجوز" الكامروني متيقنا بأن مستقبل الكرة العالمية سيكون لإفريقيا، وهو ما نأمله نحن أيضا طبعا، ولكن ليس بالطريقة التي يتم بها منح هذا البلد أو ذاك حق تنظيم المونديال الافريقي، لأن ذلك سيضر الكرة في القارة السمراء أكثر مما ينفعه، علما وأن الكثير بدأ من الآن يبدي مخاوفه من الدورة القادمة التي تم إسنادها مناصفة إلى غينيا بيساو والغابون، بعد كل الذي حدث في أنغولا. * ويبقى عزاء الكرة الإفريقية الوحيد لمحو الصورة القاتمة التي تركها تنظيم "كان"'' أنغولا هو نجاح جنوب إفريقيا في العرس الكروي العالمي الكبير الذي ستنظمه في جوان القادم، وهو الموعد الذي لا تزال تحوم الشكوك حوله من طرف بعض الباغضين على الأفارقة، أمر يدركه حياتو نفسه جيدا حيث قال أول أمس إن نجاح جنوب إفريقيا في تنظيم كاس القارات في الصائفة الماضية سمح بدحض كل الادعاءات بخصوص قدرة هذا البلد على استضافة المونديال..!