يعيش سكان قرية بني فرح التابعة لبلدية بني ياجيس (ولاية جيجل ) منذ أيام في عزلة شبه تامة وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه واد جن جن الذي يطوّق القرية المذكورة وهو مادفع بسكان بني فرح الى توجيه نداء استغاثة للسلطات الوصية من أجل تخليصهم من هذه العزلة المزمنة . جاءت التقلبات الجوية الأخيرة التي عرفتها الولاية (18) والتي كانت مصحوبة بكميات كبيرة من الأمطار لتزيد من تعقيد وضعية سكان قرية بني فرح الذين وجدوا أنفسهم معزولين بشكل شبه تام عن العالم الخارجي وذلك بفعل ارتفاع منسوب مياه واد جن جن بشكل جعل من عبور هذا الأخير أمرا شبه مستحيل خاصة على كبار السن وكذا الأطفال وهو مايفسر حالة التذمر التي أبداها سكان بني فرح تجاه هذه الوضعية التي باتت تتكرر كل شتاء وذلك في غياب أي حل من قبل الجهات الوصية التي لازالت تماطل في ظل انشاء جسر للراجلين فوق الوادي المذكور بما يضمن لسكان بني فرح التنقل بحرية في كل الأوقات وذلك من دون التفكير في عواقب قطع الوادي الذي سبق له وأن جرف أكثر من سبعة أشخاص خلال السنوات الماضية بعضهم لازالوا الى اليوم في عداد المفقودين ويتواصل البحث عنهم من قبل أهاليهم حسب أحد شيوخ قرية بني فرح .هذا وقد قدّم بعض سكان القرية المحاصرة كما بات يصطلح على تسميتها شهادات حية حول المتاعب التي يواجهونها خلال فصل الشتاء من أجل نقل المؤونة الغدائية وكذا بقية المواد الضرورية الأخرى حيث نضطر يقول هؤلاء الى التنقل الى غاية بلدية تاكسنة المجاورة من أجل جلب هذه المواد عبر سيارات تجارية قبل نقلها على ظهور الرجال وكذا رؤوس النسوة انطلاقا من منطقة الحمارة وذلك بعد قطع مجرى واد جن جن طبعا . وهي مأساة مابعدها مأساة يضيف هؤلاء السكان الذين ناشدوا السلطات الوصية وعلى رأسها الوالي تخليصهم من هذا الوضع الكارثي الذي حوّل حياتهم الى مايشبه حياة سكان المحيط المتجمد وربما أسوأ طالما أن “الإيسكيمو” يتوفرون على الوسائل الضرورية لقهر الظروف الطبيعية التي يعيشون وسطها في حين لايملك سكان بني فرح سوى أجسادهم النحيفة لمقارعة هذا الوضع الذي أعادهم قرونا الى الوراء م.مسعود