ارتأت جريدة آخر ساعة التقرب من مكاتب دعم وتشغيل الشباب بولاية عنابة للوقوف على مدى تطبيقها للإجراءات الجديدة التي صاحبت التعديلات التي عرفتها سياسات التشغيل في الآونة الأخيرة بهدف تسهيل وتدعيم الأنظمة المتخصصة في هذا المجال والسماح للشباب بالاندماج في عالم الشغل لكن ما لمسناه خلال هذه الجولة هو استياء كبير في أوساط الشباب المتقدمين إلى هذه المكاتب عبروا عنه من خلال حديثهم إلينا بأنهم يفكرون في التخلي عن مشاريعهم بالرغم من وصول العديد منهم إلى مراحل متقدمة مبررين ذلك بثقل الإجراءات واستغراقها وقتا طويلا يتجاوز المدة المحددة لها ونظرا لتماطل الجهات المعنية في دراسة الملفات وتحديد سلسلة الإجراءات سيما عندما يتعلق الأمر بمراحل معينة من أعداد الملفات بحيث تحدث المقاولون في ذات السياق عن إهمال المرافقين لمهمة توجيههم وشد انتباههم لبعض القضايا التي يجهلها أي مبتدأ بما فيها الأوراق الضرورية لإعداد الملفات وهو عادة ما يتسبب في تأخيرات المشاريع تستلزم قضاء وقت أطول في إعدادها كما أشار فيصل 29 سنة مقاول في إطار إعداد مشروع نقل أن الصعوبة تكمن في معرفة تسلسل الإجراءات حيث أن المقاول يجهل في مراحله الأولى كل ما يتعلق بالمشروع ولا يلقى أي مساعدة من طرف المرافقين الذين من المفترض أن يهتموا بذلك في حين تحدث آخرون عن الصعوبة الملموسة بالنسبة للإجراءات التي تخص البنك بحيث يطالبونهم بمطالب تعجيزية تتسبب في غالب الأوقات بتأجيل المشاريع أو التخلي عنها بصورة نهائية مشيرين في ذات السياق إلى أن المشاريع التي تتطلب معدات أو آليات فإن تمويل الحصول على هذه الأخيرة يتطلب ضعف المدة التي قد تستوجبها المشاريع العادية وذلك لان البنوك تطلب ضمانات ورسوم استلام يستحيل على المقاول التحصل عليها في حال كانت هذه الآليات غير متوفرة على مستوى الوكلاء المتواجدين محليا هذا ما يضطر الكثير منهم إلى اللجوء إلى عمليات تزوير لهذه الضمانات والرسوم لاستكمال الإجراءات الخاصة بملفات المشاريع والتحصل على القروض أو اللجوء إلى التخلي بصورة نهائية عن مشاريعهم بعد أن أهلك كاهلهم في الذهاب والإياب بين مكاتب التشغيل والبنك هذا بغض النظر عن التكاليف التي يضطر المقاول لدفعها من حسابه الخاص بعيدا عن القرض هذا هوحال المقاولين الذين تحدثنا إليهم خلال جولتنا في ظل جهود الحكومة لتطوير قطاع التشغيل وإدماج أكبر عدد من الشباب عبر تقديم التسهيلات لتبقى هذه العوائق تواجههم و تقف في طريق مشاريعهم. طيار ليلى