حيث شنت قوات الأمن المتدخلة في حدود الساعة الثامنة والنصف من صبيحة نهار أمس الاثنين حملة واسعة لتطهير الأرصفة المحاذية للسوق المغطاة الحطاب من الباعة الفوضويين وأصحاب الطاولات الذين شكلوا سوقا موازية لبيع مختلف أنواع السلع ، من خلال منعهم من عرض بضاعتهم باستعمال العصي ، غير أن الباعة امتنعوا عن الاستجابة لهذا القرار الذي لم يقدم حسبهم البديل لعشرات الشباب البطالين كما رفضوا إخلاء أمكنتهم وفضلوا الفرار بمجرد وصول رجال الشرطة إليهم تحسبا لحجز سلعهم والعودة من جديد إلى مواقعهم التي اعتادوا على عرض سلعهم بها على غرار الملابس ، الخضر و الفواكه والأدوات المنزلية ، لكن إصرار قوات الشرطة على منعهم دفع بهم للتنقل إلى شوارع ثانوية وسط المدينة أين نصبوا سلعهم مرة أخرى. لتتحول بذلك شوارع وسط المدينة إلى سوق كبير في وقت بدا فيه محور طريق الحطاب شبه خاليا من التجار الفوضويين كما أدى الهجوم الذي شنته العناصر الأمنية إلى فتح الطريق على مصراعيه أمام حركة المرور التي تشهد اكتظاظا لا مثيل له خاصة أثناء ساعة الذروة . علما أن إزاحة هؤلاء لم تدم طويلا بعد أن عاودوا الرجوع من جديد إلى أماكنهم لتذهب بذلك جهود الأفراد المتدخلة في مهب الرياح في وقت يبقى التجار غير الشرعيين محتلين للأرصفة إلى حين ، في الصدد ذاته يمكن الإشارة إلى أن الإحصائيات الأخيرة التي قامت بها الجهات المختصة بخصوص التجار غير الشرعيين قد كشفت بأن عدد التجار الناشطين في هذا الميدان يقدر ب 1800 تاجر فوضوي على مستوى مدينة عنابة وعليه من المنتظر في الوقت الراهن أن تقوم المصالح المعنية بتنظيم وتهيئة مكان لاحتواء هذا النوع من الباعة في إطار التعليمة الوزارية المشتركة ما بين وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة التجارة والقاضية بضرورة احتواء الباعة المتجولين في أماكن معينة مع منحهم رخصا لمدة عامين بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية ومن ثمة يتم إدماجهم تدريجيا في النشاط التجاري بطريقة قانونية مع ضرورة تنظيم وتهيئة الأسواق الجوارية والموازية لاحتواء التجار الفوضويين إلى جانب اتخاذ الإجراءات الردعية ضد التجار المخالفين لهذه التعليمة عمارة فاطمة الزهراء