شهدت ساحة الشهداء بالعاصمة أمس، مشادات بين العشرات من الباعة الفوضويين، وعناصر الأمن، الذين حاولوا منع الباعة من عرض سلعهم على الرصيف، ورفض العديد من الشباب الامتثال لأوامر عناصر الأمن ودخلوا في مشادات معهم، الأمر الذي دفع بعناصر قوات مكافحة الشغب إلى التدخل واستعمال القنابل المسيلة للدموع، فيما أغلقت جميع المحلات بسبب مخاوف من تعرضها للتخريب. وقد عاشت ساحة الشهداء أجواء مضطربة، بعدما دخلت قوات الأمن العمومي في مشادات مع تجار بلدية باش جراح،بعد أن رفضت السماح لهم بعرض مبيعاتهم على الأرصفة. وذلك في إطار تنفيذ برنامج القضاء على الأسواق الفوضوية بالعاصمة على غرار سوق باش جراح وسوق القبة. وهو الإجراء الذي أثار حفيظة الباعة الذين امتنعوا عن الاستجابة لهذا القرار الذي لم يقدم حسبهم البديل لعشرات الشباب البطالين وقد رفض العشرات من الباعة الفوضويين الذين اعتادوا على عرض سلعهم على الطريق المحاذي لساحة الشهداء، مغادرة المكان، ودخلوا في مشادات مع قوات الأمن مستخدمين الحجارة والقضبان الحديدة، كما أشعلوا النار في بعض العلب الورقية، ما استعدى تدخل قوات مكافحة الشغب التي استعملت الغازات المسيلة للدموع لتفرق التجار المتجولين. وبدأ الاحتجاج بعد رفض التجار الفوضويون الاستجابة لأعوان الأمن الذين انتشروا في مختلف أنحاء الساحة، لمنع الباعة من عرض منتجاتهم، قد احتج الباعة إثر ذلك، حيث قاموا برشق أعوان الأمن بالحجارة، حسب شهود عيان. لم يهضم الباعة الفوضويون إقدام مصالح الأمن على منعهم من ممارسة نشاطهم المعتاد. وحسب البعض من التجار الذين يملكون محلات تجارية بالجوار، أكدوا أن الباعة الفوضويين لم يتقبلوا إقدام أعوان الأمن على منعهم من عرض سلعهم كما جرت العادة، ما “دفعهم إلى رشقهم بالحجارة وحدوث اشتباكات فيما بينهم”. قبل أن يتحول الأمر إلى مناوشات عنيفة، ولجأ المحتجون إلى إضرام النار واستعمال المتاريس في محيط الساحة، قبل أن يسارع رجال الأمن والدرك التدخل لتفرقة المحتجين. وقد سارع أصحاب المحلات المجاورة إلى إغلاق أبواب محلاتهم، خوفا من تعرضها للنهب والتخريب، كما اضطر أصحاب السيارات إلى تغيير المسلك باتجاه ساحة الشهداء تفاديا لأي مكروه، وقال سكان الحي، أن بعض الشباب حاولوا استغلال الوضع للسطو على بعض الممتلكات الخاصة، وتخريب بعض المنشآت إلا أن تدخل قوات الأمن حال دون وقوع هذه الاعتداءات. وكانت مصالح ولاية الجزائر العاصمة، قد أطلقت بالتنسيق مع البلديات والجهات المعنية، حملات تطهيرية واسعة النطاق لمحاربة الأسواق الفوضوية، وذلك من أجل تخليص العاصمة من هذه التجارة العشوائية وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد الوطني من جهة وعلى البيئة من جهة ثانية. بحيث عمدت كل من البلديات التالية ''الرغاية''،''باش جراح''، ''الدويرة''، ''اسطوا لي'' وغيرهم من البلديات الواقعة بولاية الجزائر، إلى التخلص من الأسواق الموازية المنتشرة عبر أراضيها. إلا أن العملية تم توقيفها بعد الأحداث التي عرفتها البلاد شهر جانفي الماضي، والتي اندلعت بعد إشاعات حول اعتزام الحكومة منع الباعة الفوضويين بشكل نهائي. أنيس نواري