ليزيد عامل التهميش و اللامبالاة من طرف المسؤولين من تأزم أوضاع هؤلاء السكان، جريدة آخر ساعة اقتربت من سكان المنطقة و حاولت أن تسلط الضوء على معاناتهم اليومية، سكان المنطقة عبروا لنا عن شدة غضبهم و استيائهم إزاء الوضعية المزرية التي تشهدها منطقتهم منذ عقود كثيرة فهم يعيشون حالة من الإهمال و التهميش رغم الشكاوى الكثيرة المرسلة من طرف المواطنين الذين بحت أصواتهم من أجل تلبية مطالبهم التي حسبهم لا تخرج عن حيز العقلانية. سكان متذمرون..و شباب ناقم على الوضعية يشتكي سكان القرى النائية و المداشر المعزولة ببلدية أولاد رحمون من عدم استفادتهم من المشاريع التنموية في ظل الغياب التام لمختلف الهياكل و المرافق العمومية و الترفيهية التي من شأنها تخفيف وطأة المعاناة التي إذا ما أضيفت لها الوضعية الاجتماعية أصبحت مأساة، هذه الوضعية أضحت ملمحا يطبع يومياتهم البائسة التي لا تنفك و أن تغرق مع كل يوم يعيشونه وسط الشقاء و البؤس الشديد هذا على غرار سكان قرية العزيز بلقاسم التي تبعد إجمالا ب 10 كلم عن مقر البلدية، فعلى الرغم من أننا على أبواب الألفية الثالثة تغيب بهذه الأخيرة أدنى ضروريات العيش الكريم عن سكان القرية الذين أكد بعضهم لنا أنهم يضطرون دوما لتكبد معاناة التنقل إلى وسط البلدية أو حتى نحو مدينة قسنطينة ليبقي الأمل الوحيد لهم لإيجاد حافلة أو حتى سيارة «فرود» فما بالك بسيارة أجرة التي تبقى الغائب الأكبر، المنطقة يقطن بها حوالي 600 ألف نسمة تعاني إجمالا من انعدام وسائل النقل هذا إلى جانب انعدام أبسط المرافق و المشاريع الحيوية و هو الأمر الذي دفع بشباب المنطقة إلى أنياب البطالة و شبح الفراغ في ظل انعدام الهياكل الضرورية التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم هذه المطالب و أخرى أرقت شباب المنطقة و جعلتهم يفقدون ثقتهم بمنتخبيهم بالمجالس البلدية و حتى الولائية حيث قال أحد الشباب الذين اقتربنا منهم أن منطقتهم بعيدة عن مجال رؤية المسؤولين بالنسبة لما يتعلق بالتنمية و تحسين المعيشة إلا فيما يخص قرب موعد الانتخابات خدمات صحية متدنية... ونقص مشاريع التهيئة الحضارية و في السياق ذاته أكد سكان المناطق المذكورة آنفا أن المشاريع التنموية المخصصة للأشغال العمومية تعاني نقصا فادحا، فشبكة الطرقات المؤدية إلى معظم المناطق المجاورة توجد في حالة مزرية و بدائية فضلا عن غياب مشاريع التهيئة الحضرية، ناهيك عن انعدام الإنارة العمومية الذي يعتبر من أهم مطالب السكان خاصة مع انعدام الأمن لاسيما و أنها مناطق معزولة و تقع وسط سلاسل جبلية مخيفة ما يجعل القرية في ظلام دامس مع أول ساعات المساء، أما بالنسبة للقطاع الصحي تعرف المنطقة غيابا تاما للمراكز الطبية فمستوى الخدمات الصحية متدني، فمن خلال زيارتنا لهذه الأخيرة اشتكى سكان حي القراح من مشكل قنوات الصرف الصحي التي أضحت تثير استياء السكان حيث تشهد هذه الأخيرة عطبا دائما تسبب في انتشار واسع للجرذان و الحشرات ناهيك عن الروائح الكريهة. ن.كشرود