يعاني سكان العديد من قرى بلدية تيميزار، الواقعة على بعد 45 كلم شمال مدينة تيزي وزو، من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ما جعلهم يواجهون معاناة حادة في توفير الطاقة وتكبد التجار خسائر كبيرة، لاسيما وأن هذا المشكل يحدث عدة مرات في اليوم وبدون سابق إنذار من طرف مؤسسة سونلغاز· عبّر سكان مختلف قرى بلدية تيميزار عن غضبهم واستيائهم الشديدين جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي تعرفه منطقتهم خلال الآونة الأخيرة، وهذا نظرا للمشاكل الكثيرة التي يواجهونها بسببه، خصوصا وأن المنطقة تعرف برودة شديدة ورطوبة كثيفة وتفتقر لكل أنواع توفير الطاقة· ويعتبر سكان القرى والمداشر المعزولة الأكثر تضررا من هذا المشكل كونهم يقعون في مناطق لا تتوفر على شبكة التموين بالغاز الطبيعي لتوفير الطاقة ومجابهة البرودة الشديدة على غرار سكان قرى كل من آيث سي سعيد، سيدي منصور، أشريوان، ثالة نتفانة، آيث فواد، آيث موسى، آيث مسعود أنما بوعمان، آيث برحان، بوخروبة، آيث احمد··· وغيرها من القرى، حيث أكد العديد منهم في تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز''، أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الذي تعيشه مناطقهم مؤخرا جعلهم يعيشون حالة من القلق والتوتر، وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين من قرية آيث مسعود ''انقطاع التيار الكهربائي جعلنا نعيش حالة مزرية، خصوصا وأن منطقتنا منخفضة وقريبة من البحر تعرف رطوبة كبيرة''· وفي السياق نفسه، يقول مواطن آخر: ''حقيقة انقطاع التيار الكهربائي أصبح هاجسا يوميا يؤرقنا ويجعلنا في حالة حيرة وقلق، خاصة وأن منطقتنا تعرف برودة شديدة''، وهو ما أكده سكان قريتي بوخروبة وثالة نتفانة، حيث صرحوا أنهم يعانون نفس المشكل الذي -حسبهم- فاق كل الحدود، مؤكدين أن انقطاع التيار الكهربائي يحدث بصفة يومية ومتكررة وأحيانا يدوم طوال اليوم، الأمر الذي جعلهم يعيشون حالة تذمر وسخط شديدين· وفي هذا الإطار، يقول أحد السكان: ''منذ ستة أو ثمانية أشهر كان التيار الكهربائي ينقطع مرة أو مرتين في اليوم ويدوم ساعات قليلة فقط، ثم يتم إرجاعه، لكن خلال الآونة الأخيرة أصبح الانقطاع يدوم يوما كاملا أو أكثر''· وما زاد من تأزم أوضاع سكان قرى تيميزار -حسب شهاداتهم- هو افتقار بلديتهم للغاز الطبيعي، إذ أكد سكان قرية ثيمرزوفة أنهم تجرأوا خلال شهرين على غلق الطريق الولائي رقم 90 الرابط بين تيميزار وأغريب للضغط على السلطات المحلية بربط قريتهم بالغاز الطبيعي للتقليل من حدة معاناتهم· وقد أبدى سكان هذه المنطقة تذمرهم وسخطهم الكبيرين على مؤسسة سونلغاز وكذا على السلطات المحلية كونهم لم يتدخلوا لوضع حد نهائي لهذه لمشاكل انقطاع التيار الكهربائي بالرغم من أنهم رفعوا مراسلات وشكاوى بصفة متكررة لهم ''مراسلاتنا المتكررة لم تلق أي اهتمام من طرف السلطات المحلية ولا من مؤسسة سونلغاز، فهم لم يتدخلوا والمشكل لم يحل، والوضع يزداد تأزما يوما بعد يوم''، حسب تعبير أحد المواطنين· وأشار السكان إلى أن مؤسسة سونلغاز أن سبب هذا المشكل أن المواطنين يستخدمون الكهرباء بكثافة خلال هذا الفصل، وأن المنطقة تتوفر على العديد من المؤسسات والورشات الصناعية· ومن جهة أخرى، قالت لهم إن التغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة مؤخرا مثل تساقط الأمطار وهبوب الرياح تسبب في كسر الأعمدة الكهربائية وقطع أسلاكها في عدة أماكن، مما يتعذر -حسبهم- التدخل الفوري لإصلاحها، لكن أكد السكان أن التيار الكهربائي يتعرض للانقطاع في المنطقة حتى خلال الأجواء الصافية والعادية بما فيها في الفترات الصيفية· وحسب السكان، فإن ذات المؤسسة تتحجج لهم على انقطاع الكهرباء في فصل الحر بالاستخدام المكثف للمبردات· وجراء تفاقم معاناتهم من هذا المشكل، لم يخف العديد من السكان أن البرودة الشديدة التي تعرفها منطقتهم وعدم ربطهم بالغاز الطبيعي وحاجتهم الماسة لتوفير الحرارة في فصل الشتاء دفعتهم إلى البحث عن بديل لتوفير الطاقة، حيث صرحوا أنهم يلجأون إلى المناطق الغابية لجلب الحطب، ما زاد من معاناتهم اليومية بسبب التعب والإرهاق· وما زاد من غليانهم هو عدم وجود سابق إنذار من طرف مؤسسة سونلغاز أو من السلطات المحلية حين قطع الكهرباء ما يعرض التجار إلى خسائر معتبرة خصوصا أصحاب المخابز· ونظرا لتفاقم حدة معاناتهم من مشكل الانقطاعات المتكررة واليومية للتيار الكهربائي، فإن سكان بلدية تيميزار يطالبون من مؤسسة سونلغاز ومن السلطات المحلية التدخل العاجل لإيجاد حل نهائي لهذا المشكل في أقرب الأوقات لاسيما وأن المنطقة تشهد برودة شديدة·