يعاني سكان قرية «قطار العيش» الواقعة بالجهة الغربية لولاية قسنطينة على بعد أزيد من 20 كلم، من العزلة شبه التامة التي تهدد حياتهم بهذه المنطقة النائية الواقعة على الحدود بين ولايتي قسنطينة وأم البواقي، حيث تفتقر للكثير من متطلبات الحياة على غرار نقص الماء الذي خلف أزمة عطش طال أمدها، وأيضا العزلة الخانقة ناهيك عن انعدام المناوبة الطبية الليلية. فموقع القرية النائي وطابعها الفلاحي ونقص الإمكانيات جعلت الحياة بها جد صعبة، خاصة مع النمو السكاني الكثيف والذي لم تصاحبه مشاريع تنموية لفك العزلة مما أبقى الوضعية تراوح مكانها، حيث أن الطرقات متدهورة بسبب قدمها وعدم برمجة مشاريع لتجديدها أو توسعتها، وهو ما زاد من حدة العزلة الطبيعية بالرغم من أن موقعها الجغرافي جد هام باعتبارها همزة وسط بين أكبر سوقين في الشرق الجزائري . مشكل قلة الماء الشروب تؤرق هي الأخرى العائلات خاصة عندما يحل موسم الصيف ويصبح من الصعب الحصول على هذه المادة الحيوية إذ يلجأ الكثيرون إلى مياه الآبار المجاورة، كما يتحدث سكان القرية عن انعدام المناوبة الطبية الليلية التي يفترض أن تكون مضمونة بالمستوصف الوحيد الذي يبقى هيكلا بدون روح، ويبقى بذلك السكان في مواجهة خطر الأمراض وخاصة خلال فترات الليل حيث يضطرون إلى الاتجاه نحو مستشفى محمد بوضياف بالخروب أو المستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة. ورغم أن قرية قطار العيش من أقدم بلديات ولاية قسنطينة على أيام العهد الاستعماري رفقة بلديات أولاد رحمون والسمندو - زيغود يوسف حاليا - وبيزو - ديدوش مراد حاليا - وقد جردت من هذه الرتبة في عهد الاستقلال مما أثر على نموها الاجتماعي والاقتصادى والثقافي والسياسي حيث بقيت رهينة التجاهل والتهميش من قبل رؤساء البلديات الذين تعاقبوا على المنطقة