في ظل ارتفاع درجة الحرارة بأم البواقي والتي فاقت الأربعين درجة مئوية ببعض بلدياتها، لا تزال أزمة العطش تتفاقم يوما بعد يوم بالعديد من البلديات، في غياب أي تبريرات منطقية لتأخر تزويد السكان بالماء والذي وصل ببعض البلديات إلى ثلاثين يوما.أكد سكان أحياء الأمل 1,2,3 بمدينة عين البيضاء التي تعتبر مثالا حيا لأزمة العطش بهذه الولاية، باعتبار أن الماء لم يعد يزر حنفيات سكان هاته الأحياء إلا مرة كل 15 يوما لمدة خمس وأربعين دقيقة، أي بمعدل لتر واحد لعشرة أفراد كل يوم، غير كافية حتى للوضوء.وهذا ما أثار حفيظة السكان الذين لوحوا وفي كثير من المرات بالاحتجاج على ما أسموه بسياسة التهميش المقصودة. وقد أرجع بعض العارفين بمشكل الماء بهذه الدائرة التي تحوي أكثر من 200 ألف نسمة إلى اهتراء شبكة توزيع الماء، وغياب الجزائرية للمياه بهذه الدائرة، التي غالبا ما تتحجج بالفوضى الواقعة على مستوى شبكة التزود بالماء داخل الأحياء، دون إعطائها أي حلول أو أخذها زمام المبادرة من أجل وضع حد لهذه الأزمة التي طالما كانت السبب وراء انتفاض السكان واحتجاجهم على مواصلة العطش .وقد طالب السكان في هذا الشأن والي أم البواقي بالتدخل العاجل هذا الأخير أمر حسب مصادرنا نهاية الأسبوع الماضي خلال الدورة العادية لمناقشة الميزانية الإضافية بتشكيل لجنة ولائية لدراسة المشكل على اعتبار أن كل طرف يرمي الكرة في مرمى الأخر. الوضع نفسه يعيشه سكان حي بوعزيز السعدي المحاذي للملعب البلدي «زرداني حسونة» بمدينة أم البواقي في ظل انعدام تام للماء الشروب به منذ ما يقارب 20 يوما. الأمر الذي اضطرهم إلى استئجار صهاريج مائية أو الاستعانة بالحيوانات من أجل التزود بالماء الشروب من المجمعات المائية القريبة. كما لم يسلم سكان حي 500 سكن وسط مدينة عين فكرون من أزمة العطش الحادة، التي تجاوزت الشهرين من الانتظار، والتي يرجع السكان السبب وراءها، إلى الإجراء المتخذ من مؤسسة الجزائرية للمياه التي أقدمت مؤخرا على تقليص الفتحة المزودة للخزان، وهذا ما انعكس سلبا على فترات التزود بالماء وسط السكان، الذين أصبح بعضهم يتزود بالماء ساعتين في الأسبوع، ولم يجد السكان حلا لإطفاء عطشهم سوى التنقل إلى مناطق مجاورة لبلديتهم لجلب المياه من منابعها الطبيعية التي تزخر بها المنطقة وعليه فقد طالب سكان هذه المنطقة المسؤولين المحليين بضرورة إيجاد حلول ناجعة للقضاء على أزمة الماء الشروب التي تفاقمت هذه الأيام.