تواصلت أعمال الشغب في عدة أحياء بقسنطينة احتجاجا على انقطاع الكهرباء خلال الايام القليلة الماضية ما أدت هذه الأعمال إلى إلحاق أجزاء واسعة من الطريق الوطني رقم 03، شارع الصومام و مجموعة كبيرة من الطرقات الداخلية لأضرار كبيرة ، و هو ما تسبب في شل حركة المرور و توقف عشرات شاحنات الوزن الثقيل التي تعذر عليها الدوران في منحدر المنية.الحركة التي اندلعت يوم الأحد الماضي و اشتدت في يومها الثاني و تواصلت إلى يوم أول أمس بكل من حي كوحيل لخضر المعروف بجنان الزيتون و حي بودراع صالح، انطلقت شرارتها الأولى عقب الإفطار مباشرة بحي زواغي سليمان، المنشار، الشهداء، فضيلة سعدان و السيلوك، تشارك فيها مجموعة من الشباب قرروا الخروج إلى الشارع للتعبير عن رفضهم لما أسموه بالتلاعب بالتيار الكهربائي، الذي تسبب في إتلاف كميات كبيرة من المواد الغذائية بالإضافة إلى تلف الأجهزة الكهرومنزلية، حيث قطع المعنيون الطرقات مستعملين مختلف الوسائل من قصدير، أسرة قديمة، حاويات القمامة، العجلات المطاطية و أغصان الأشجار، و قاموا بمنع جميع أنواع المركبات من العبور إلى حين عودة التيار، و قد تسبب المحتجون في أعمال تخريب كبيرة لحقت النقطة الدائرية بحي بودراع صالح ،التي حطموا أعمدة الكهرباء بها و كل الأعمدة المتواجدة في تلك النقطة، كما حطموا مواقف الحافلات بالأحياء المعنية و كذا أعمدة الكهرباء بهذه الطرقات التي تشهد كثافة مرورية عالية يوميا.المحتجون و حسب ما وقفنا عليه من بقايا ما يشبه حرب عصابات، اعتمدوا في احتجاجهم على أشياء كثيرة مثل الحجارة و حتى البطيخ، و هي الأفعال التي خلفت خسائر مادية وصفها ممثلو القطاعات الحضرية بالضخمة و التي أتلفت فيها عشرات الأعمدة الكهربائية و مجموعة كبيرة من مواقف الحافلات و اللوحات الإشهارية و كذا تخريب أجزاء واسعة من المساحات الخضراء.و محصلة هذه الأحداث هو تجنيد كل عمال البلدية و مجموعة كبيرة من الشاحنات لرفع مخلفات الاحتجاج، حيث جندت حوالي 20 شاحنة لجمع الفضلات بجنان الزيتون التي شهدت أكبر عملية تخريب، في حين تم تجنيد كل عمال البلدية حتى الحراس منهم بالقطاع الحضري بودراع صالح للتنظيف.و قد تسببت الحركات الاحتجاجية في غلق كل منافذ المدينة تقريبا، الأمر الذي وضع أصحاب المركبات في متاهات من أجل البحث عن مخرج، في حين أدى الوضع إلى توقف عشرات شاحنات الوزن الثقيل بحي المنية بعد أن عجزوا عن الصعود إلى بودراع صالح، و قد استدارت مجموعة كبيرة منها و أخذت المسلك الجديد عبر بلدية سيدي خليفة بولاية ميلة، أما الشاحنات الضخمة التي تعذر عليها الدوران فقد اصطفت على مستوى الطريق الوطني رقم 03 إلى حين فتح حركة المرور، التي اختنقت بشكل كبير لأزيد من 3 ساعات