تتواصل موجة الحرائق بعاصمة الكورنيش جيجل مسفرة عن مزيد من الخسائر المادية التي أضحى من الصعب احصاؤها في ظل اتساع رقعة هذه الحرائق وامتدادها الى العشرات من المناطق المأهولة التي وجد سكانها أنفسهم مجبرين على الإعتماد على أنفسهم وامكاناتهم الخاصة من أجل التقليل من خطر هذه الحرائق التي أتت على الاأخضر واليابس . وقد شهدت ال»48» ساعة الماضية موجة جديدة من الحرائق المهولة والتي مست خمس بلديات وهي العوانة ، برج الطهر ، الجمعة بني حبيبي العنصر والميلية ولو أن أخطر هذه الحرائق مست بلديتي العنصر والجمعة بني حبيبي حيث أتى حريق مهول على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بقرية بلغيموز التابعة لبلدية العنصر وهو الحريق الذي أتلف المئات من حزم التبن كما دمر العديد من الأشجار المثمرة وفي مقدمتها أشجار الزيتون ناهيك عن تسبب ذات الفريق في نفوق المئات من الكتاكيت التي اختنقت جراء درجة الحرارة المرتفعة ، وحسب مصادر محلية فان الحريق الذي ضرب قرية بلغيموز لم يستثن حتى مقبرة القرية التي أتت عليها النيران ، كما تسبب هذا الحريق كذلك في اختناق عدد من الأشخاص الذين تجندوا لإحتواء ألسنة اللهب ومنعها من التقدم نحو المناطق العمرانية ومن بينهم عجوز في العقد السابع من العمر والتي تم انقاذها من الموت بأعجوبة بعدما حاصرتها النيران وهي تحاول انقاذ مواشيها من أسنة اللهب . وغير بعيد عن بلدية العنصر شهدت بلدية الجمعة بني حبيبي المجاورة حريقا آخر لايقل خطورة عن سابقه وهو الحريق الذي أتى على عدد كبير من الأشجار المثمرة كما تسبب في موجة رعب كبيرة وسط السكان الذين حاصرتهم النيران والذين لم يجدوا سوى المتطوعين لتخليصهم من ألسنة اللهب التي حاصرت منازلهم من كل جانب ، وتشير الإحصائيات الأولية التي تم جمعها عن حريقي بلغيموز والجمعة بني حبيبي الى تسبب هذين الحريقين في هلاك ما لايقل عن (1500) شجرة زيتون وهذا دون الحديث عن بقية الأشجار الأخرى التي دمرت بدورها في هذين الحريقين اللذين أتيا على مساحة اجمالية تناهز ال»500» هكتار وهو مايعكس فداحة الخسائر المسجلة في أوساط الفلاحين الذين لم يتوان الكثير منهم في توجيه اتهامات مباشرة لمصالح الإطفاء من خلال تأكيدهم على أن هذه الأخيرة لاتتحرك في الوقت المناسب حين تتلقى نداءات الإستغاثة معطين مثالا بماحدث بقرية بلغيموز التي كان يمكن لمصالح الإطفاء احتواء الحريق الذي شب بها بسهولة لو تحركت فور اعلامها بهذا الحريق بيد أن هذه الأخيرة لم تفعل بحسب المعنيين الا بعدما اتسعت رقعة الحريق وامتدت ألسنته الى أدغال المنطقة وأضحى من سابع المستحيلات التحكم فيها وهي نفس الإتهامات التي سمعناها على ألسنة سكان بقية المناطق الأخرى الذين تحدثوا عن وجود خطة محكمة لتدمير المساحات الغابية بالولاية وذلك في غياب الجهات الوصية التي لازالت تمارس سياسة النعامة من خلال تغاضيها عن الأخطار التي باتت تهدد التوازن الإيكولوجي بالولاية جراء تدمير الآلاف من الهكتارات الغابية .