أبلغ الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية ، العميد القائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) الجنرال كارتر هام وجهة نظر الجزائر فيما يتصل بمكافحة الأرهاب في الساحل. و قد تمحورت المحادثات التي جرت بمقر وزارة الدفاع الوطني حول المسائل ذات الاهتمام المشترك لاسيما الوضع في بلدان الساحل. و تأتي زيارة رئيس أفريكوم إلى الجزائر التي تندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين بعد المحادثات التي أجراها الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الافريقية والمغاربية عبد القادر مساهل بنيويورك يوم 26 سبتمبر الجاري على هامش الاجتماع الرفيع المستوى حول الساحل مع كل من السيدة باث جونسون نائب كاتب الدولة المكلفة بإفريقيا و الشرق الأوسط و السيد جوني كارسون نائب كاتب الدولة مكلف بإفريقيا و السيدة آن ريتشارد نائب كاتب الدولة للسكان و اللاجئين و الهجرة. كما يأتي هذا اللقاء عشية دورة الحوار الاستراتيجي بين الجزائروالولاياتالمتحدة التي ستعقد بواشنطن يوم 19 اكتوبر المقبل حسب ما أعلنت عن ذلك وزارة الخارجية. ويزور المسؤول الأمريكي الجزائر ، الجزائر في رابع زيارة له في ظرف لم يتعد عامين، حيث حل بالجزائر شهر مارس الفارط ، ثم أمس، كما أجرى مباحثات مع المسؤولين الجزائريين، سنة 2011، ما يدل على أهمية الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، وطرحت تساؤلات حول هاته الزيارات المتكررة بينما يرى المحللون أنه من شأن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، ان يتخذ لدى أمريكا كذريعة لفرض قبول إقامة قاعدة عسكرية «أفريكوم» في الصحراء على الحدود ، لمراقة الوضع في المنطقة ومحاربة التنظيمات الجهادية المتواجدة شمال مالي، و المسيطرة عليه، وكان القائد الأعلى للقوات الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) الفري كارتر هام، زار الجزائر مؤخرا ، وأبدى قلق بلاده من «انتشار» الأسلحة القادمة من ليبيا ، مشيرا أن «جهود و تعاون الجميع ضروري لمواجهة هذا الانتشار» بينما نفى، نفيا قاطعا. لذلك يرى الخبراء أنه من شأن عملية مقتل السفير الأمريكي أن تكون بادرة لمحاولة واشنطن تكريس رهاناتها في ليبيا و منطقة الساحل ككل، بعد رحيل معمر القذافي ومنها محاولة إقناع دول الجوار لليبيا ومنها بإقامة قاعدة «أفريكوم» التي سبق للجزائر أن رفضتها جملة وتفصيلا، ويعزز الحصيلة التي قام بها الجيش فيما يتصل بمصادرة السلاح، الأتي من ليبيا، أطروحة السلطات الجزائرية فيما يخص المخاطر المتأتية من الجارة ليبيا، في وقت تردد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تنوي إرسال 12 ألف جندي إلى ليبيا بغرض جمع الأسلحة، لكن في الواقع، فإن واشنطن تبحث إقامة قاعدة عسكرية «أفريكوم» في المنطقة بعد أن رفضت الجزائر إقامتها على أراضيها.تبعا لذلك، سعت الجزائر لإقناع شركائها في مكافحة الإرهاب المنتمين لحلف الساحل في إجتماع سابق لقادة أجهزة أمن كل من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، لرفض أن تدخل خارجي في منطقة الساحل ومنه أفريكوم التي تسعى منذ 2005 لإقامة قاعدة عسكرية في الصحراء. وسد الطريق أمام دول أجنبية عن الساحل تحاول الدخول على الخط لتنفيذ أجندتها في المنطقة لا تتوافق دوما مع أجندة الدول المعنية. ونال الملف المالي ، حيزا في المشاورات خاصة وأنه يعرف تطورات سريعة، فقد اعلن ضابط من متمردي الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد انشقاقه وانشاء حركة «منفتحة على الحوار مع مالي« في بيان يحمل توقيع الكولونيل حسن اغ مهدي ان «كوادر في ازواد (منطقة الطوارق في شمال مالي) يعلنون بموجب هذا البيان انشاء الجبهة الشعبية لازواد، وهي حركة سياسية عسكرية تحترم حقوق الانسان ومنفتحة على الحوار مع مالي«.ويعتبر الكولونيل مهدي - وهو منشق سابق عن الجيش المالي - الذي انضم في بداية 2012 الى الانفصاليين ويقيم حاليا في بوركينا فاسو، هو عضو في اول وفد للحركة الوطنية لتحرير ازواد الذي استقبله الرئيس البوركيني بليز كومباوري وسيط غرب افريقيا في ازمة مالي. ويقدم الكولونيل نفسه حاليا على انه «المتحدث باسم الجبهة الشعبية لازواد«، ويؤكد انه يؤيد «الحل النهائي لمسالة ازواد عبر الوساطة القائمة وبدعم المجتمع الدولي«، وفقا للبيان.من جهة اخرى، ياخذ الكولونيل مهدي على الحركة الوطنية لتحرير ازواد انها اصدرت في أفريل 2012 «اعلانا احاديا ومبكرا لاستقلال ازواد« (شمال مالي بما فيه منطقة تمبكتو ومنطقة كيدال ومنطقة غاو).