ذكر قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا ''أفريكوم'' الجنرال كارتر هام، أول أمس، أن مواجهة الإرهاب في منطقة الساحل ''هي مهمة دول المنطقة''؛ وقال إن مهمة الولاياتالمتحدةالأمريكية هي ''تقديم الدعم والإسناد'' على غرار ''التدريب والتكوين'' لجيوش دول الساحل. ونفى الجنرال كارتر هام أن تكون واشنطن ''تخطط لتواجد عسكري دائم بموريتانيا'' في إشارة إلى عدم سعيها لإقامة قاعدة عسكرية بها. في المقابل اعترف الجنرال هام ''بوجود خبراء عسكريين ضمن التعاون القائم بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وموريتانيا، لكنه حرص على التوضيح بأن ''الخبراء العسكريين يعملون تحت يافطة السفارة الأمريكية بموريتانيا ومهامهم تقتصر على التدريب والتكوين''، مثلما نقلت عنه وكالة الأخبار المستقلة الموريتانية. وفي رسالة لاستمالة نظام الرئيس ولد عبد العزيز لأطروحات واشنطن، قال كارتر هام إنه ''لمس عند الموريتانيين عزما غير مسبوق في مواجهة ظاهرة الإرهاب، لم يلمسه لدى دول المنطقة التي زارها''، رغم أن نواكشوط قد التحقت مؤخرا فقط بالحرب ضد الإرهاب. على صعيد متصل، أوضح قائد ''أفريكوم''، بأن ''مواجهة الإرهاب هي مسؤولية دول المنطقة، وأن مهمة الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدعم والإسناد''، مشيرا إلى أنه استمع إلى الرئيس الموريتاني ووزير الدفاع وقائد الأركان وأن الجميع، كما قال ''لديه رؤية مهمة وهي أن مواجهة الإرهاب تتطلب تعاون جميع الدول المعنية بالظاهرة''. وموازاة مع إشادته بجهود موريتانيا على ما أسماه ''النجاح الذي حققه الجيش الموريتاني في القتال ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وذلك بالتعاون مع مالي وغيرها من دول المنطقة''، ذكر الجنرال كارتر هام في تصريحات للوكالة الرسمية عقب لقائه أول أمس، بالرئيس الموريتاني، أنه ''يهنئ محمد ولد عبد العزيز على موقف الشعب الموريتاني الرافض لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وتزامنت زيارة قائد أفريكوم مع تلك التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي لنفس الغرض -دعم موريتانيا في مواجهتها للقاعدة -وهي تحركات ليست بمعزل عن بداية ظهور تداعيات الحرب على ليبيا من قبل حلف الناتو، في منطقة الساحل من خلال تسجيل وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، من أن أسلحة هربتها القاعدة من ليبيا إلى الساحل، وهو ما حذرت منه الجزائر منذ عدة سنوات، من أن التدخل العسكري الأجنبي في الساحل سيزيد من تقوية الفكر الجهادي لدى عناصر التنظيم بالمنطقة.