احتضنت جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة يوم تحسيسي حول مخاطر التدخين حيث نظمت جمعية “أصدقاء المعرفة “ التظاهرة بمشاركة أساتذة وأخصائيين في المجال، هذا وأكد البروفيسور بلماحي حبيب المختص في علم السموم في مداخلته بأن السجائر المصنعة في الجزائر أكثر خطورة من السجائر التي تباع في الأسواق العالمية التي تحترم المعايير الدولية خاصة فيما يتعلق بنسبة مادتي النيكوتين و القطران التي تتجاوز في السجائر الجزائرية الحد المنصوص عليه. البروفيسور بلماحي حذر من السموم التي تجعل السجائر المحلية أكثر خطورة بالإضافة إلى الغش في صناعة السجائر أو إستيراد نوعيات رديئة من الخارج مما يضاعف ضررها على صحة المدخنين، وفي نفس السياق وفي مداخلة أخرى أكد الدكتور جري لخضر أستاذ بكلية الكيمياء بجامعة قسنطينة، أن المعاهدات الدولية المتعلقة بتجارة التبغ تنص على تخصيص ثلاثين بالمئة من مساحة علبة السجائر للتحذير من خطره، بينما يوضع هذا التحذير أسفل علب السجائر المحلية في جملة صغيرة تقرأ بصعوبة، كما تضمنت محاضرته التي حملت عنوان “ أرقام مخيفة “، العديد من الإحصائيات و الأرقام المرعبة التي تؤكد ارتفاع نسبة استهلاك التدخين في الجزائر في السنوات الأخيرة كانت نتيجتها وفاة أكثر من خمسة عشر ألف شخص سنويا بسبب التدخين و حوالي 560 شخصا في كل ساعة، حيث تصل نسبة الأشخاص الذين يتوفون في الجزائر بسرطان الرئة واحد و تسعين بالمئة سببها التدخين، و بالإضافة إلى الأضرار الصحية للتدخين أشار الدكتور جري لخضر أن أوراق التبغ التي يحتاج كل كيلوغرام منها إلى 20 كيلو من الخشب لتجفيفها تتلف سنويا خمسة عشر ألف هكتار من غابات الأشجار أغلبها من الدول الفقيرة و دول العالم الثالث التي تستورد بدورها التبغ بعد تصنيعه بمبالغ طائلة، مشيرا أنه يعتبر بذلك خطرا على الاقتصاد العام و ليس فقط على ميزانيات الأفراد، كما تطرق الأستاذ ميساوي نور الدين من كلية علوم الشريعة للجانب الديني و حكم الشريعة في فعل التدخين و التي تعتبره انتحارا بطيئا، و حكم الشريعة فيه أنه حرام لأنه يؤثر على العلاقات الاجتماعية و الأسرية ، وفي ختام المحاضرات التي ألقاها الأساتذة حيث أجمعوا على أن التدخين هو آفة العصر بامتياز و بلا بمنازع و تتجاوز مخاطره سنويا القوة التدميرية لعدة قنابل ذرية، كما أن كل الشركات التي تصنع السجائر وتبيعها وتصدرها وتكسب الملايين تكتب على العلبة (التدخين ضار جدا بالصحة ) وذلك بكل لغات العالم ليس لحرصها على صحتك بل لكي تحفظ خط الرجعة قانونيا.