السجن النافذ لوالدين عذبا صغيرتهما بالتيار الكهربائي حتى الوفاة بعنابة سلطت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة ظهر أمس عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا في حق إمرأة في العقد الرابع من العمر، كما أصدرت عقوبة 04 سنوات نافذة في حق زوجها و ذلك بعد إدانتهما بتهمة تعذيب إبنتهما القاصر بالضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد، مع تبرئة الزوج من تهمة الإعتداء جنسيا على طفلته التي لا تتجاوز من العمر 7 سنوات. القضية التي كان حي وادي الذهب بمدينة عنابة مسرحا لها، تعود وقائها إلى شهر جوان من سنة 2007، لما قامت والدة الضحية بضرب ابنتها سحر ، مما تسبب لها في نزيف دموي حاد على مستوى الرأس، استدعى نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى ابن رشد الجامعي، حيث وضعت تحت العناية الطبية المركزة بمصلحة الإنعاش لتفارق الحياة بعد أسبوع من الحادثة متأثرة بالنزيف الحاد الذي تعرضت له . و قد فتحت مصالح الأمن تحقيقا إستعجاليا في الحادثة، حيث أكدت الوالدة بأن صغيرتها أخبرتها بتعرضها لإعتداء جنسي من طرف والدها، الأمر الذي جعل الوالدة تعاقب إبنتها بالضرب، لكن الصغيرة سحر إضطرت إلى تغيير أقوالها عند حضور والدها إلى المنزل، حيث صرحت بأن أحد شبان حي وادي الذهب اسمه رضا هو من قام بهذا الفعل الشنيع في حقها، لتقوم بعدها الوالدة بالإستعانة بسلك كهربائي إستعملته لتعذيب طفلتها الذي كان مربوطة فوق كرسي، و جسمها النحيف موصول بالتيار الكهربائي. خلال جلسة المحاكمة حاول المتهم الوالد ( م أ ) إنكار الأفعال التي نسبت إليه طيلة مراحل التحقيق، خاصة منها تهمة الإعتداء جنسيا على طفلته الصغيرة ، في الوقت الذي إعترفت فيه الوالدة ( ن ع ) بما نسب إليها، و صرحت بأنها أقدمت على ضرب إبنتها على خلفية التصريحات التي كانت قد أدلت بها و المتمثلة أساسا في تعرضها لإعتداء جنسيا من طرف الوالد. و قد أوضحت المتهمة الرئيسية في هذه القضية بأن لجوءها إلى توصيل جسم الضحية بالتيار الكهربائي لم يكن الغرض منه التعذيب، و إنما محاولة ترهيبها و إرغامها على الإعتراف بالحقيقة، سيما و أنها كانت قد صرحت في بادئ الأمر بأن حادثة الإعتداء الجنسي من طرف الوالد هي الثانية من نوعها، مما تسبب في تعرض الضحية لحروق من الدرجة الثانية في أنحاء عديدة من الجسم، إضافة إلى كسور في القفص الصدري، بحسب ما جاء في تقرير الطبيب الشرعي. إلى ذلك فقد أنكرت الجدة علاقتها بالقضية، و أكدت بأنها لم تكن تعلم بإقدام الوالدين على تعذيب إبنتهما الصغيرة في غرفة معزولة، و صرحت بأنها رافقت إبنتهما من أجل التبليغ عن حادثة تعرض صغيرتها لإعتداء جنسي. و قد إلتمست النيابة العامة عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية بقيمة 10 ملايين سنتيم في حق الوالدين المتهمين الرئيسين، مع إلتماس عقوبة سنة حبسا نافذا للجدة عن تهمة عدم التبليغ عن الجريمة، لكن و بعد المداولات القانونية قضت هيئة المحكمة بإدانة الوالدة بالسجن النافذ لمدة 5 سنوات عن تهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، مع الحكم على الوالد بأربع سنوات نافذة بعد إدانته بتهمة المشاركة في الضرب و الجرح العمدي، مع إسقاط تهمة ممارسة الجنس على طفلته، مقابل تبرئة الجدة من التهمة التي كانت قد توبعت بها. للإشارة فإن التحقيق الإجتماعي في القضية أظهر بأن الزوجين المتهمين كان يعيشان علاقة سرية نتيجة زواج عرفي، قبل أن يجبرا على إعلانه رسميا بعد إكتشاف الزوجة لحمل غير شرعي بالإبنة التي قضت 7 سنوات مع والديها لكنها توفيت بعد تعرضها للتعذيب بطريقة وحشية من الأبوين. ص / فرطاس