بالغت الصحف الدولية في التساؤل حيال ما سيكون عليه وضع الرئيس بوتفليقة بعد عودته الى الجزائر وما اذا كان بمقدوره مواصلة مهامه الدستورية ، في اصدارها امس التي تلى عودة بوتفليقة من مشفاه بباريس الى الجزائر. افردت صحيفة « افريك كوم» الفرنسية حيزا واسعا لعودة الرئيس بوتفليقة الى ارض الوطن اول امس، وقالت ان الوضع الذي عاد في خضمه يبقى استثنائيا واوردت ان «عودة بوتفليقة الى مكتبه بالمرادية لن يكون غدا« ، وكان كاتب المقال اراد ان يقول ان الرئيس بوتفليقة لا يستطيع اداء عمله بوضعه الصحي الراهن، مشيرة الى انه «بعد قرابة ثلاثة أشهر من العلاج و التعافي في باريس، لم يقدم بيان رئاسة الجمهورية وقتا محددا لراحة الرئيس في بلده، كما قالت ان « ظهور بوتفليقة مع كبار المسؤولين في الدولة بعد عودته الى الجزائر، يبين انه افضل حال مما كان عليه، ومن شان ذلك تبديد الاحتكام الى المادة 88 من الدستور، فيما توقعت ان يواصل بوتفليقة مهام تسيير البلاد بالتعليمات و التوجيهات الى غاية انتهاء عهدته الرئاسية العام الداخل قبل ان يترك مكانه لخليفته «الذي يعمل على التحضير له بهدوء» كما أوردت الصحيفة.واهتمت الصحف الدولية بمدى قدرة الرئيس بوتفليقة على مواصلة مهامه الرسمية على راس البلاد، مجمعة على ان بوتفليقة سيكمل عهدته الرئاسية من خلال اسداءه الاوامر و التعليمات و التوجيهات. واشارت جريدة «لي ايكو» بصسغة سؤال قالت فيه هل يستطيع الرئيس الجزائري مواصلة مهامه؟، واصفة الوضع بالغامض في معرفة الفترة الرسمية التي سيقضيها بوتفليقة مرتاحا، وهو ما لم يحدده بيان الرئاسة، بينما قالت صحيفة « لوبوان ا ف ار» ان اداء بعض الأعضاء الحيوية للرئيس يبقى ضعيفا متساءلة في الوقت ذاته « بوتفليقة غادر باريس .. لكن في اي وضع؟». من جهتها بالغت جريدة «لوموند» الفرنسية في التهكم من بيان رئاسة الجمهورية الذي تحدث عن عودة الرئيس الى بلده اول امس، ووصفته ب»لغة خشب» في تطرقه الى « استكمال الرئيس لفترة الراحة» معتبرة ان وجود بوتفليقة في باريس صاحبه داخليا تعاظم ظاهرة الفساد في البلاد، وطرحت الجريدة سؤالا بخصوص ان كان باستطاعة الرئيس ممارسة مهامه الرسمية ، وقالت ان بيان الرئاسة الجزائرية «لم يحدد الموعد الفعلي لعودة الرئيس الى قصر المرادية ولم يلمح ان كانت فترة الراحة الاضافية قصيرة ام طويلة. وتناولت صحيفة القدس العربي في لندن ، ملف عودة بوتفليقة الى الجزائر من جانب تساؤلات من يخلفه بعد انتهاء عهدته الرئاسية، واشارت الى ان ان السؤال « الذي يبقى مطروح : هل سيكون بإمكان الرئيس الجزائري استئناف نشاطه الرسمي بشكل عادي، أم أنه سيقلص أداءه إلى الحد الأدنى، علما أن غيابه لأكثر من شهرين ونصف الشهر تسبب في تعطيل الكثير من المشاريع والقوانين، رغم أن الخطاب الرسمي ظل يؤكد أن كل مؤسسات الدولة تسير بشكل عادي، وأن غياب الرئيس لم يؤثر عليها» .واعتبرت» القدس العربي» ان المرشح الذي يمتلك حظوظا كبيرة للفوز بمنصب الرئاسة هو علي بن فليس رئيس الحكومة السابق، الذي يمثل في نظر الكثيرين القطيعة».