يعاني سكان بلدية باينان الجبلية في ميلة، أزمة في التزود بالماء الشروب ونقصا فادحا في التغطية الصحية، زيادة على تدهور قطاع النقل واهتراء الطرق، وهو ما جعلهم يعيشون مأساة حقيقية، تضاف إلى واقعهم المرير الذي تميزه العزلة والفقر والتهميش.ذكر مواطنون، بأن بلديتهم تعاني من أزمة تزود بالماء الشروب، في ظل التعطل الدوري لمضخة البلدية، حيث عانوا لأكثر من شهر من شح حنفياتهم، قبل إصلاحها، لكن الإشكال لازال قائما بفعل التسربات التي تعرفها أنابيب الشبكة التي لم يمضي على إنجازها أكثر من سنة واحدة فقط، وضعف الضغط الذي يمنع وصول الماء إلى الكثير من الأحياء والعمارات السكنية. كما لا تأتيهم هذه المادة الحيوية إلا كل عشرة أيام، مما يضطرهم إلى تخزين الماء في صهاريج خاصة، أو الإستنجاد بمياه الينابيع والآبار التي لا تسد حاجياتهم. وتفتقر “باينان” لشبكة الغاز الطبيعي، التي عمقت من معاناة سكانها، خصوصا في شتائها البارد الذي تمتاز به، حيث يرتفع سعر قارورات الغاز إلى أكثر من سبعمائة دينار، مع وجود ندرة في توفيرها، مع أن مشروع لإنجاز الشبكة برمج منذ 2009 لكنه لم ينجز لليوم لأسباب يجهلها السكان. ولا تتوفر هذه البلدية على سوق جواري أو سوق مغطى، مما أنعش التجارة الموازية، وساهم في انتشار تجارة الأرصفة التي صارت ديكورا للبلدية. وإذا كانت الإنارة العمومية متوفرة حتى في القرى المتناثرة هنا وهناك، فإن التغطية الصحية تظل ضعيفة جدا، حيث لم تستفد البلدية من مستشفى ولا من هياكل صحية محترمة تزيل عن السكان معاناتهم، حيث يضطرون إلى نقل مرضاهم إلى مستشفيات البلديات والدوائر الأخرى في الحالات الخطيرة. كما استنكر السكان حالة الطريق الوطني رقم 135 أ الرابط بين بلدية أراس في ميلة و ولاية جيجل مرورا ببلديتهم ، حيث يتواجد في حالة تدهور كبير، خصوصا على مستوى “باردو” و«باينان مركز”، إضافة إلى افتقار البلدية لمحطة نقل ووجود فوضى كبيرة في الموقف المخصص لركن الحافلات، مع عدم وجود إشارات المرور ولا اللافتات الإرشادية. أما شباب البلدية فيعانون من شح المرافق الترفيهية والرياضية، رغم وجود مركب رياضي عاجز عن احتضانهم والتنفيس عنهم، وهو نفس الحال بالنسبة لمكتبة البلدية التي لازالت لم تفتح أبوابها رغم أنها جاهزة منذ 2010، حيث يطالب المواطنون بافتتاحها.