تعاني القرى التابعة لأعراش بلدية تيزي نتلاثا التابعة إداريا لدائرة بوغني بجنوب تيزي وزو من الركود التنموي الذي مس جميع الجوانب على مستواها ما جعل النقائص تنغص حياة ما يقارب خمسة عشر ألف نسمة تقطنها، ويشكو المواطنون أهم متطلبات الحياة وهي نقص الماء الشروب، التغطية الصحية، الغاز الطبيعي واهتراء الطرقات. ومن بين الأعراش التي تضررت بشكل كبير وتضم أكبر نسبة من حيث عدد السكان نجد عرشي الشرفة وآيت عبد المؤمن اللذان يضمان زهاء عشرة آلاف ساكن أي ثلثي السكان إلا أن النقائص التي ذكرت تنغص حياتهم حسب الفصل الذي ترفع فيه الحاجة للمورد الناقص، حيث تزداد الحاجة للغاز الطبيعي في فصل الشتاء أين يزداد الازدحام على البحث عن قوارير غاز البوتان كما تشح عليهم الطبيعة وتنقص إمكانية الاعتماد على الحطب لكون المنطقة تغيب فيها الغابات وأشجار الحطب باستثناء بعض حقول الزيتون ما لا يوفره لأغلب المواطنين الذين يشتركون جميعهم في أزمة الغاز، وقد عرفت هذه الأزمة حدة كبيرة خلال الفترة الشتوية المنقضية وخاصة في فترة تساقط الثلوج وبقاء أغلب الطرقات مغلقة لكون قرى الأعراش المذكورة كائنة بالمرتفعات الداخلية المحاذية لسلسلة جبال جرجرة وتعرف برودة قاسية تظل تحت الصفر طيلة أيام الشتاء وأكد السكان أن تلك الأزمة جعلتهم يطالبون بضرورة ربطهم بشبكة غاز المدينة أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبحث ضرورة في حياتهم اليومية وتقيهم برد وقساوة الشتاء، إلى جانب تخليصهم من مشاكل الطبخ، إلا أن مصدر من البلدية أكد بأن ربط المنطقة بالغاز لا يزال يراوح مكانه وتقدمه لم يتجاوز النسب الضئيلة وذلك لعدة أسباب منها إدارية لكن أقواها ميدانية وتتمثل في معارضة الخواص من أصحاب الملكيات الأرضية الذين يعارضون المشاريع النفعية ومنها الغاز الطبيعي الذي يعد من المشاريع المجمدة بتيزي وزو بسبب معارضة الخواص في أغلب مناطق الولاية. وصرح نفس المصدر أنه تم الاستعانة بلجان القرى التي ظهرت فيها المعارضة القوية من أجل إقناع هؤلاء بضرورة التراجع عن مواقفهم السلبية من أجل منفعة الجميع، حيث يعتبر معظم المعارضين من المستفيدين الحاليين للغاز وبمجرد وصول قنواتهم لمنازلهم يرفضون امتدادها إلى ما تبقى من قرى وتجمعات، ما أثار استنكار المواطنين وهددوا بالمتابعات القضائية ضد الأشخاص الذي يقفون في وجه مشروع الغاز ما يجعل من هذا المشروع رهين مواقفهم السلبية وسيحرمون منه على ما يبدو خلال الشتاء المقبل، وأكد المواطنون المتضررون أنهم لن يتأخروا في الخروج للطرقات من أجل غلقها للمطالبة بإطلاق سراح هذا المشروع الذي انتظروه طويلا ولما شارف على التحقق تسبب أمثالهم من المواطنين في حرمانهم منه. جفاف الحنفيات يضع السكان على كف عفريت وبالإضافة لمشكل الغاز الذي سبق ذكره تعاني مجمل قرى بلدية تيزي نتلاثا بتيزي وزو من أزمة شديدة في التزود بالماء الشروب، هذا الأخير الذي يضع المنطقة على كف عفريت منذ بداية فصل الصيف، ورغم أن قرى الشرفة وآيت عبد المؤمن تابعة لدائرة من ضمن الدوائر المحاذية والقريبة من سلسلة جبال جرجرة وما تعرف هذه الأخيرة من مياه جوفية فياضة فإن الاعراش المعنية تقع كما ذكرنا في المرتفعات الداخلية المتناظرة مع جبال جرجرة، ولا تعرف مثل هذه الأخيرة بتوفر المياه الجوفية التي تدفق من المنابع الطبيعية أو تستخرج من الآبار، حيث تعرف المنطقة نقصا حادا في الآبار والمنابع، هذا النقص الذي يضاف إليه غياب المياه عن الحنفيات لعدة أشهر متتالية ما يجعل السكان يعانون الأمرين في الصيف بسبب نقص هذا المصدر الحيوي، ومنذ قرابة ثلاث سنوات يعيش السكان على الأعصاب، وطيلة أيام الصيف ينقسم بعضهم، النصف الأول يحاولون جلب المياه بطريقة أو بأخرى بالاستعانة بالصهاريج أو استعمال السيارات والشاحنات من القرى التي تعرف بتوفر المياه الجوفية مثل قرى متراس ببوغني وغيره من القرى التي تتواجد أقربها على بعد عشر كيلومترات، أما الجماعة الثانية تتنقل بين السلطات لمحاولة إيجاد حل للحنفيات الجافة التي حوّلت يومياتهم إلى كابوس على ما يبدو الاستيقاظ منه لا يزال طويلا، حيث تعثر بدوره مشروع تجديد وتدعيم شبكة المياه بالمنطقة بشبكة أخرى، وقد أثار هذا المشكل سخط المواطنين الذين لم يمنعهم حر الشمس ومحاصرة الحرائق وصعوبة الصوم من الخروج للتعبير عن غضبهم في الشارع في الأيام القليلة الأخيرة من رمضان وقاموا بشل جميع المراكز الإدارية بالمنطقة من مقر البلدية، الدائرة، ومقر وحدة الجزائرية للمياه، إلى جانب الطريق، حيث أكد ممثلون عن القرى أن الاحتجاج بالعنف أصبح يمثل الوسيلة الأخيرة التي قد تنهي مرارة العيش مع هاجس غياب المياه المواطنون دون عناية صحية وإلى جانب غياب الماء وغياب الغاز الطبيعي يشكو سكان القرى المذكورة سوء التغطية الصحية بالمنطقة التي تعد غنية من حيث الهياكل حتى تم التخلي عن بعضها وغلقها إلا أنها معدمة من حيث الخدمات، حيث لا تتعدى هذه الأخيرة أبسط الإسعافات والخدمات الصغيرة ولمن يهمه البحث عن الخدمات الصحية والإقبال على العلاج البحث عليه لدى الخواص من عيادات وغيرها أو التنقل على مسافات طويلة إلى كل من تيزي وزو أو بوغني أو حتى ذراع الميزان، الوضع الذي استنكروه خاصة كما ذكرنا مع توفر الهياكل الطبية، حيث طالبوا بإنجاز عيادة متعددة الخدمات تتوفر على مختلف المصالح الممكنة والأطباء المختصين بدل (زرع) قاعات العلاج ونثرها هنا وهناك لتبقى مغلقة أو خالية على عروشها على مدار السنة أمام المعانة المتواصلة للمرضى طرقات مهترئة بحاجة للتهيئة تتواجد شبكة الطرقات التي تعبر أعراش البلدية والطرقات الفرعية التي تربط قراها ببعضها في وضع جد مزر، وتصعب الحركة على مستواها وازدادت وضعيتها سوءا بعد شتاء هذه السنة، حيث حولتها الثلوج وسيول الأمطار إلى حفر ممتدة على طول الطريق وتحولت حاليا لبقع من الغبار المتطاير في جميع النواحي، ويطالب السكان بإصلاحها خاصة أصحاب السيارات وعربات النقل، حيث أصبح الناقلون الخواص يدخلون أغلب القرى خوفا على سياراتهم من الأعطاب والكسور الدائمة.