اشتعلت نار الإحتجاجات مجددا باقليم ولاية جيجل بعد أيام الهدوء التي فرضتها الأوضاع المناخية الصعبة وكذا سلسلة الاضطرابات الجوية التي ألزمت المسحوقين بعاصمة الكورنيش على ملازمة بيوتهم قبل أن يخرج هؤلاء مجددا الى الطرقات والشوارع أمس الأحد للتنديد بأوضاعهم المعيشية الصعبة وكذا الحرمان الذي تعرفه المناطق التي يعيشون بها . ولم يكن الهدوء الذي عرفته بلديات عاصمة الكورنيش خلال الأسابيع الأخيرة سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة حيث أقدم العشرات من سكان قرى مدينة الميلية وبالتحديد أولاد عربي ومشاط على غلق الطريق الوطني رقم (43) في شطره المار بمنطقة “لعرابة” الواقعة على الحدود بين بلديتي الميلية والعنصر وذلك من أجل المطالبة باصلاح الطريق الرئيسي الذي يسلكونه في تواصلهم مع عاصمة البلدية أو بالأحرى طريق تانفدور الذي يوجد في حالة كارثية مما دفع بالناقلين العاملين على هذا الطريق بالدخول في اضراب مفتوح اضافة الى توفير الأمن على مستوى هذا الطريق بعد الهجوم الذي تعرضت له حافلة لنقل التلاميذ والأساتذة نهاية الأسبوع الماضي من قبل مجهولين والذي أسفر عن اصابات كثيرة وسط ركاب هذه الحافلة . وقد تدخلت قوات التدخل السريع التابعة لجهاز الدرك الوطني منتصف نهار أمس من أجل اعادة فتح الطريق المذكور وهو الذي ظل مغلقا الى غاية منتصف النهار بعدما أغلقه المحتجون بالمتاريس والعجلات المشتعلة وهي العملية التي أسفرت عن مواجهات متقطعة بين المحتجين وقوات الدرك قبل أن يعاد فتح الطريق في حدود الساعة الواحدة ظهرا . وببلدية الأمير عبد القادر أقدم سكان قرية “تاميلة” على غلق الطريق الرئيسي المؤدي الى عاصمة البلدية من أجل المطالبة بحقهم في التنمية ومد قريتهم بالغاز الطبيعي الحال اضافة الى اصلاح عدد من المسالك المهترئة ، وعلى غرار سكان قرى بلدية الميلية فقد استعان سكان قرية “تاميلة” بالمتاريس والعجلات المطاطية لقطع الطريق المؤدي الى عاصمة البلدية والذي ظل مغلقا الى حد كتابة هذه السطور . ولم تتوقف احتجاجات الأمس عند بلديتي الأمير عبد القادر والميلية بل طالت بلدية أخرى وهي الشقفة التي أغلق بها سكان قرية بوطالب الطريق المؤدي الى عاصمة البلدية احتجاجا على تعطل عجلة التنمية بمنطقتهم واخلاف السلطات المحلية لوعودها فيما يتعلق بمد المنطقة بعدد من ضروريات الحياة وهو الأمر الذي عطل الحركة بين بلدية الشقفة وعاصمة الولاية طيلة صبيحة أمس الأحد رغم تدخل السلطات المحلية لإيجاد أرضية اتفاق مع المحتجين . م / مسعود