استيقظ سكان بلدية الشقفة التي تقع على بعد نحو (25) كلم عن عاصمة ولاية جيجل صبيحة أمس الأربعاء على وقع احتجاجات شعبية كبيرة وهي الإحتجاجات التي انطلقت على خلفية الإنقطاع المفاجئ لمياه الشرب عن حنفيات المحتجين التي لم تقطر لمدة ثلاثة أيام متتالية . وقد لجأ المحتجون منذ الساعات الأولى من الصباح الى غلق كل المنافذ المؤدية الى عاصمة البلدية المذكورة مستعينين في ذلك بالعجلات المطاطية وكذا مختلف الحواجز الأخرى ضاربين بذلك طوقا محكما على هذه المنافذ قبل أن تتطور رقعة الإحتجاجات الى الساحة المقابلة لمقر البلدية أين قام العشرات من المحتجين بغلق هذا المقر ومنع أي حركة باتجاهه وذلك في صورة مطابقة للإحتجاجات الأخرى التي عاشت على ايقاعها العديد من بلديات عاصمة الكورنيش وقد برر المحتجون ببلدية الشقفة خرجتهم هذه بالإنقطاع المفاجئ لمياه الشرب عن حنفياتهم التي لم تقطر لمدة أربعة أيام متتالية وهي المدة التي وجد المعنيون أنفسهم خلالها مجبرين على البحث عن قطرة ماء تروي ظمأهم بعيدا عن عاصمة البلدية بكل ما ترتب عن ذلك من معاناة كبيرة وصفها هؤلاء بالجحيم خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي فاقت حاجز ال”35” درجة فوق الصفر .وكالعادة فقد تدخلت السلطات المحلية لبلدية الشقفة في محاولة لإقناع المحتجين بالعودة الى منازلهم بيد أن محاولات هذه الأخيرة باءت بالفشل أمام اصرار المحتجين على ايجاد حل نهائي لهذه الأزمة التي بدأت بلجوء سكان احدى القرى التي تقع في أعالي بلدية الشقفة بقطع الماء عن سكان عاصمة البلدية قبل أن تتطور الأمور بشكل تدريجي خلال النصف الأول من الأسبوع الجاري وسط صمت مطبق للسلطات المحلية الغارقة عل مايبدو في أمور أخرى لاتمت بصلة لمصالح سكان البلدية الذين ضاقوا ذرعا من هذا الوضع المزمن .وتأتي احتجاجات سكان بلدية الشقفة التي دفعت أكثر من غيرها ثمن العشرية السوادء التي مرت بها عاصمة الكورنيش لتختم أسبوعا أقل مايقل عنه بأنه الأكثر اضطرابا في يوميات سكان ولاية جيجل منذ بداية الصائفة الجارية بدليل أنه شهد ما لايقل عن خمس حركات احتجاجية كان من أبرزها غلق الطريق المزدوج المؤدي الى بلدية العوانة لثلاث مرات متتالية ناهيك عن غلق مقر بلدية أولا يحيى خدروش وكذا الطريق الوطني رقم (43) في شطره الواقع على الحدود بين بلديتي الميلية والعنصر وهي الإحتجاجات التي تقاطعت فيها قائمة المطالب الإجتماعية المرفوعة من قبل السكان الغاضبين والذين لم يبق أمامهم سوى “الحرق والتكسار” لإبلاغ أصواتهم المقهورة لأهل الحل والربط علهم يتحركون قبل فوات الأوان