تتجه تونس نحو تبني الخيارات الأمنية التي انتهجتها الجزائر خلال المرحلة الدموية، اذ أعرب رئيس الحكومة التونسية الأسبق، الباجي قائد السبسي، عن تأييده لفكرة إنشاء «مجلس أعلى للدولة« لإدارة وتحدث رئيس حركة « نداء تونس» الباجي قايد السبسي ، لقناة»نسمة تيفي» أمس، على انه بات من الضروري انتهاج نفس الخطة التي تبنتها الجزائر خلال التسعينات للخروج من الأزمة، داعيا المنظمات الوطنية ال4 الراعية للحوار الوطني في تونس، وهي الإتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة أرباب العمل، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، إلى «إيلاء أهمية لهذه الفكرة التي جربتها الجزائر. واكد ان» فكرة إنشاء «مجلس أعلى للدولة« لإدارة الحكم في البلاد، يشكل حلا مقبولا لأنه يملك النفوذ لتسيير الدولة«. وقال المتحدث انه تحدث مع الرئيس بوتفليقة مؤخرا حول العلاقات بين البلدين، واهم ما قاله ان «صحة الرئيس بوتفليقة تحسنت كثيرا»، مشيرا إلى أن اهم ما تناوله الطرفان مسالة التهديدات الإرهابية على الحدود الجزائريةالتونسية»، وتابع السبسي ان « الجزائر يهمها ان تكون تونس امنة، وان لا يتسرب الإرهابيون الى التراب الجزائري ، لافتا إلى انه تم القبض مؤخرا على أربعة إرهابيين ، من جنسيات تونسية ومالية وجزائرية. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد قال ان الجزائر مستعدة لتقديم العون للجيران ، اذا طلبوا ذلك، لكن اكد على عدم التدخل في شؤوننا الداخلية ولا الجزائر تتدخل في شؤون الغير، وان الجزائر لن تسكت في حال تعرضها لعدوان من الخارج. وأكد قايد السبسي ان للجزائر تجربة رائدة في مكافحة الارهاب وان الجيش الجزائري يعرف جيدا جبل الشعانبي أكثر من التونسيين انفسهم لذلك بمقدورهم تقديم يد المساعدة للتونسيين، بينما عاد الى فكرة انشاء المجلس الاعلى للدولة بتشديده على ان يكون المجلس الأعلى للدولة المقترح «أعلى سلطة في البلاد، وتشارك فيه الأحزاب الرئيسية، بالإضافة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة أرباب العمل، وأن تخضع له الحكومة، بحيث تكون تحت إمرته». وكانت فكرة إنشاء «مجلس أعلى للدولة« بدأت تتردد خلال اليومين الماضيين بشكل خجول، حيث تم التطرق إليها في عدد من الصفحات على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك« بحذر شديد، بإعتبار ان الأطراف السياسية ما زالت تنتظر ما ستؤول إليه مسارات الحوار الوطني لإخراج البلاد من أزمتها.