نحو تشكيل مجلس أعلى للدولة بصلاحيات سيادية بتونس ساند الباجي قايد السبسي مقترحا جديدا بتشكيل مجلس أعلى للدولة لتجاوز الأزمة السياسية الحالية بتونس يتمتع بصلاحيات سيادية كاملة ، مؤكدا أن الشركاء السياسيين سيتفقون على شخصية لقيادة الحكومة في المرحلة الانتقالية قبل نهاية الموعد الذي ضربته الرباعية الراعية للحوار ، وكشف أن فحوى الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تمحور حول قضايا الأمن والإرهاب ولم تتدخل الجزائر بتاتا في الشأن الداخلي لتونس . وفي حوار مع قناة نسمة ليلة أمس الأول أكد رئيس حزب نداء تونس أن خيار المجلس الأعلى للدولة مستلهم من التجربة الجزائرية التي سنت هذا الإجراء بداية التسعينيات عقب استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد ، وفيما فند أن يكون قد تناقش هذا المقترح مع الجزائريين قال السبسي إن هذا المجلس يجب أن تكون له صلاحيات سيادية فوق المجلس التأسيسي ، ليتفرغ هذا الأخير لكتابة الدستور وهي المهمة المنوطة بها أصالة ، وهي مرحلة ثانية بعد تشكيل الحكومة وتعديل قانون تنظيم السلط ، لأن الظروف التونسية صعبة سياسيا واقتصاديا وكشفت الصحفية المحاورة أن معلومات غير مؤكدة تشير إلى تبني وموافقة الغنوشي على هذا المقترح بل ومناقشته مع السلطات الجزائرية ، لكن المتحدث لم يؤكد هذا مرحبا ببعض الأسماء المتداولة لتشكيلته ومنها السبسي ، والغنوشي والعباسي قائد اتحاد الشغل . وكشف صاحب القوة السياسية المرشحة لتكون ثاني قوة إن لم تكن الأولى بالبلاد بعد حركة النهضة أن لقاءه ببوتفليقة يعود بالأساس إلى الصداقة التي تربطهما مند 50 سنة وإلى خصوصية العلاقة التونسيةالجزائرية مذكرا الأجيال الجديدة من التونسيين أن تونس كانت حاضنة إبان ثورة الجزائر للجزائريين حكومة وقيادة أركان وسياسيين ولاجئين وقد تم الاتفاق حينها على عدم تدخل التونسيين في الثورة الجزائرية وعدم تدخل الجزائريين في القضايا التونسية ، كما عرج على مسألة الحدود التي قال بشأنها إن بورقيبة فصل فيها مع الجانب الجزائري حتى لا يترك قنبلة موقوتة للأجيال وبوتفليقة كان دورا كبيرا في التوصل لاتفاق ترسيم الحدود ، قبل أن يكشف أن حواراته مع بوتقليقة - الذي تعافى كثيرا حسب ذات المتحدث - تمحورت حول التاريخ المشترك وحول قضايا الإرهاب وسبل مواجهته ، حيث شدد الطرف الجزائري على ضرورة المواجهة الجادة لهذه الظاهرة ، وكشف أن التعاون الأمني قائم بين الجانبين بشكل لا يستهان به وأن الجزائريين يعرفون جبال الشعانبي أكثر من التونسيين بحكم أنها كانت معاقل لثورتهم ، مطمئنا بأن الجزائريين حشدوا فرقا من جيشهم على الحدود لكنهم لن يتدخلوا في شؤوننا ودستورهم يحظر على الجيش الخروج خارج الحدود ، لكنه لم يخف تساؤل الجزائريين عن سر عدم توصل التونسيين إلى الآن إلى إيجاد حل بما لهم من طاقات بشرية داعين إلى التعجيل بالوصول إلى حل نهائي . للإشارة فإن الرباعية الراعية للحوار أمهلت الفرقاء السياسيين عشرة أيام ستنتهي منتصف يوم الجمعة القادم للفصل في تعيين رئيس حكومة جديد أو الإعلان عن فشل الحوار واللجوء إلى خيارات أخرى ، وقد تم تداول أسماء لرئاسة الحكومة منها المستيري وشوقي الطيب ولكن لم يحدث الإجماع حول أي منها ، إجماع يقول عنه السبسي إنه مستحيل فالمطلوب حسبه توافقات تحقق رأي الغالبية ، مشيرا إلى انه لم يعترض على أي اسم اقترح تاركا الخيار للآخرين للتوافق. أ.خ