اتهم عبد الوهاب جبايلي رئيس "حزب التجمع من أجل الوئام الوطني"، أول وزير عدل في الحكومة الجزائرية بعد الاستقلال عمار بن تومي ب "الافتراء" على رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد عندما حاول التشكيك في مساره النضالي والسياسي، حيث شبّه خرجة بن تومي تماما بما فعله رئيس الأرسيدي عندما نزع العلم الوطني من مقرات حزبه. قال جبايلي في بيان تسلمت "صوت الأحرار" نسخة منه إن ما جاء على لسان عمار بن تومي في حق الشاذلي بن جديد من أنه عديم المستوى ولم يكن قائد فيلق وليس قادرا على كشف "ملفات خطيرة" حول الحكومة المؤقتة، لا يعدو أن يكون سوى "تصريحات واردة من أشخاص لهم حسابات ضيقة لا تخدم تاريخ الجزائر لا من قريب ولا من بعيد تؤدي إلى تحريك النعرات الطائفية والجهوية الضيقة..". ووصف رئيس "حزب التجمع من أجل الوئام الوطني"، تصريحات أول وزير للعدل في حكومة الاستقلال "ما هي إلا افتراءات وادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة"، مستشهدا بذلك بالمسار السياسي للرئيس السابق للجمهورية الجزائرية الذي لم يتوان في القول بأنه مسار غني "جعله يتربع على سدة الحكم بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين"، كما ذكّر بمختلف الإنجازات التي حقّقها الرجل خاصة منها الانتقال من الأحادية إلى التعددية. وحرص عبد الوهاب جبايلي على استعمال عبارات تبيّن استنكاره الشديد لتصريحات بن تومي، رغم أن الأخيرة مضى عنها حوالي ثلاثة أشهر، والغريب أن رئيس هذا الحزب وقّع على بيانه بتاريخ يوم أمس السبت، مما يدفع إلى التساؤل عن طول مدة الرد وكذا علاقة المعني بالقضية وخلفيات خرجته في هذا الوقت بالذات. وعموما فقد صرح صاحب البيان أيضا أن الرئيس بن جديد تميز بالجرأة والارتجالية من خلال "اتخاذ القرارات المناسبة لحل مختلف المشاكل التي عانت منها الجزائر، كما ساهم بدور كبير في بناء صرح الانفتاح السياسي آنذاك.."، قبل أن يؤكد في السياق ذاته "وبفضل حنكة وتجربة الرئيس الشاذلي بن جديد وبالتعاون مع المؤسسة العسكرية.. لأصبح وضعنا شبيها بالوضع اللبناني". والأكثر من هذا، يضيف جبايلي، فإنه وبفضل "شجاعة الرئيس الشاذلي والتجربة والخبرة الكبيرة جعلته ينسحب من المجال السياسي مفضلا مصلحة البلاد على المصلحة الشخصية وتم ذلك في بداية التسعينيات"، دون أن يغفل موقّع البيان الإشارة إلى التوجهات الاقتصادية التي تبنتها الجزائر والتحوّل من النظام الاقتصادي الاشتراكي إلى مرحلة اقتصاد السوق الحر، معتبرا كل هذه المعطيات بمثابة المؤشرات التي تكذّب جملة وتفصيلا "ادعاءات عمار بن تومي".