فضل أبو جرة سلطاني أن يكذب الصحافة التي نشرت قائمة بأسماء قادة من حركة مجتمع السلم يستعدون للانضمام للحزب الجديد الذي ينوي عمار غول الإعلان عن تأسيسه خلال الأيام القادمة بدل اتخاد قرارات واضحة بخصوص الوزير المنشق الذي كان على رأس قائمة تكتل الجزائر الخضراء في الانتخابات التشريعية الأخيرة. كل ما يهم حمس اليوم هو القول بأن وزراءها في الحكومة ملتزمون باحترام مؤسسات الحركة والقرارات التي تصدر عنها، وهذا يعني أن دروس الماضي لم تكن ذات فائدة، فخلال السنوات الماضية تم التركيز على الأشخاص، وأصبح الوزراء هم القادة الفعليون للحركة، والأسوأ من هذا أن حمس لم تكترث كثيرا لحقيقة أن هؤلاء الوزراء أصبح ولاؤهم للسلطة وليس للحزب الذي أوصلهم إلى تولي مناصب المسؤولية، وخلال السنوات الماضية كان واضحا أن عمار غول كان يعبر عن ولائه للرئيس بوتفليقة أكثر مما كان يذكر حركة حمس، وفي الحالات التي كان يتعارض فيها انتماؤه الحزبي مع ولائه السلطوي كان يختار صف السلطة بدون تردد. أغرب ما في تكذيب أبو جرة سلطاني هو الإشارة إلى التزام الأعضاء القياديين بقرارات الحركة، وهذه مغالطة كبيرة في الحقيقة لأن الوزراء المعنيين رفضوا قرار عدم المشاركة في الحكومة الذي صدر عن المجلس الشوري للحركة في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات، وأكثر من هذا فإن وزير التجارة انتقد صراحة تلك القرارات واعتبر أن التحول إلى المعارضة خيار غير سليم، وهؤلاء سيكونون أقرب إلى عمار منهم إلى سلطاني أو حركة حمس أو تكتل الجزائر الخضراء. المناصب الوزارية تحولت إلى مصدر للصداع بالنسبة للأحزاب الجزائرية، فالوزراء يتحولون إلى مراكز قوى في الأحزاب، وهم من يقررون خلف الستار الوجهة التي يجب أن تأخذها أحزابهم بعد أن تفتح لهم السلطة أبواب النفوذ، وهذا ما يؤكد مرة أخرى أن الأحزاب عندنا لا تهمها القواعد ولا المناضلون الذين يدعوهم سلطاني اليوم إلى صرف النظر عما يجري حولهم والاكتفاء بدعم القيادة في انتظار أن تهدأ عاصفة الصراع على المكاسب والمناصب.