يُعاني قطاع الصحة من نقص كبير في مستشفيات الأمراض العقلية ومصحات التكفل النفسي لعشرات الآلاف إن لم نقل لمئات الآلاف من المصابين في الجزائر، ولم تعُد المستشفيات الحالية المتواجدة على قلّتها، على مستوى بعض الولايات قادرة على تغطية العجز الحاصل وطنيا، ولا حتى على التخفيف منه في هذا الجانب، ومن أجل ذلك استفادت وهران من مستشفى جامعي جديد للأمراض العقلية هو في مرحلة الدراسة، يتّسع ل 700 سرير، بوادي تليلات، سيُعوض مركز الأمراض العقلية المتواجد بسيدي الشحمي، الذي تقرر غلقه وهدمه بعد افتتاح المستشفى الجديد . من أجل امتصاص العجز المسجل على مستوى الجهة الغربية من الوطن في مجال الصحة العقلية والنفسية، تقرر الشروع في إنجاز مستشفى جامعي جديد بوادي تليلات، التي تبعد بحوالي 20 كلم عن مدينة وهران ، يتّسع ل 700 سرير، وهذا المستشفى حسب مدير الصحة على مستوى الولاية، سيُعوض المركز الحالي للأمراض العقلية لسيدي الشحمي، الذي لم يعد كافيا لتغطية كافة الحاجيات والحالات المرضية المتزايدة على مستوي ولاية وهران والمناطق الأخرى المجاورة، وقد تقرر غلقه وهدمه عند افتتاح المستشفى الجديد . وحسب مسؤول عن وزارة الصحة، فإن هذا المستشفى سيتكفل بالأمراض العقلية عموما، وبالصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وهو الشيء الذي لم يكن في مقدور المركز الصحي لسيدي الشحمي، الذي لا يتّسع سوى لحوالي 420 سريرا. وبالنظر إلى الضغط الكبير والخانق الذي هو واقع على المركز الحالي بسيدي الشحمي، فإن هذا المستشفى الجديد سيلبي جزء من حاجة الجهة الغربية، وولاية وهران تحديدا، ولكنه لن يقضي على العجز المسجل، لاسيما بعد أن تقرر تقرر غلق وهدم المركز الحالي، ولم يُضف إلى طاقة استيعابه سوى 280 سرير، وهو رقم غير قادر من الآن على الاستجابة لكافة المصابين بالأمراض العقلية والنفسية بغرب البلاد، ولا حتى بولاية وهران بمفردها، وهذا هو ما كانت عبرت عنه نقابات أخصائيي الصحة العمومية والممارسين، وشبه الطبيين، التي ترى أنه من أوكد واجبات وزارة الصحة والدولة الجزائرية أن تُراجع الخارطة الصحية الحالية، وعليها أن تُعطي أهمية خاصة لهذا الصنف من الأمراض التي تتطلب اتّباع المواصفات والمقاييس المعمول بها عالميا، وقد سبق أن دق خالد كداد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين ناقوس الخطر بشأن الأمراض النفسية والعقلية، وأوضح أن الأزمة الحادة والخطيرة التي مرت عليها الجزائر، ليست بالأمر الهيّن، وعلى الدولة أن تفيها حقها في جانبها الصحي، وأن تُضاعف من الإمكانيات المخصصة لهذا الجانب بقطاع الصحة، ومن ذلك، فإن الجميع يرى أن مستشفيات دريد حسين والشراقة بالعاصمة، وفرانز فانون بالبليدة، والعثمانية بولاية ميلة، والحروش بسكيكدة، وعين عباسة بسطيف، وغيرها بالولايات الأخرى لم تعد كافية، وهي عاجزة بشكل كبير عن تلبية الاحتياجات، وضمان التغطية الصحية الكاملة للمصابين بهذه الأمراض، وهي نفسها حسب الأطباء العاملين بها تفتقد إلى الكثير من الإمكانات والتجهيزات الطبية الضرورية، المتعلقة بالأشعة، والتحاليل والأدوية وغيرها، وفي كثير من الحالات وفق ما يقول أحدهم يتحتّمُ على الطبيب المعالج في أحد هذه المستشفيات نقل مرضاهُ إلى مستشفى آخر من أجل »سكانير« أو »أونجيوغرافي«، أو »إيكوغرافي« وغيرها، وهو في حالة مرضية صعبة بالمستشفى، وكان من المفروض أن تتوفر في كل المستشفيات، والأغرب من هذا وفق ما يواصل أن كثيرا ما تكون مثل هذه التجهيزات متواجدة ببعض هذه المستشفيات ولكنها دوما مُعطلة، وعلى وزارة الصحة أن تبحث في أسباب هذا التعطيل إن هي أرادت إصلاح الوضع الفاسد« وفق ما يُضيف.