زعمت دراسة أعدتها جامعة تل أبيب أن المغرب يعد القوة العسكرية الأولى في إفريقيا، وحرصت الصحافة المغربية التي تلهفت على »الخبر« على القول بأن المملكة تفوقت على الجزائر في هذا المجال الحيوي، مع أن الدراسة الإسرائيلية غير متخصصة، ومبنية على مجرد تكهنات فقط، وبدت وكأنها أعدت تحت الطلب لمساعدة المغاربة على علاج عقدة النقص اتجاه الجزائر. استندت صحيفة »المساء« المغربية على ما أسمتها ب »دراسة عسكرية إسرائيلية«، أعدها المعهد الوطني للدراسات الأمنية بجامعة تل أبيب لتقول بأن المغرب »انخرط مؤخرا في سباق تسلح مكنه ليغدو القوة العسكرية الأولى في شمال إفريقيا.. متقدما على الجزائر«، وحسب نفس المصدر فإنه من المنتظر تسلم المغرب، نهاية العام، ل60 دبابة حديثة، و24 طائرة مقاتلة من صنف أف 16، و12 طائرة تدريب، و3 طائرات عموديّة جد متطورة.. إضافة إلى قطع سلاح حديثة من بينها صواريخ فعالة للغاية«، من تحديد طرازها ولا نوعيتها. ولم تقدم هذه »الدراسة« الصهيونية أي تفاصيل عن مرتكزاتها لتصنيف الجيش المغربي الأول إفريقيا، خاصة وان هذا التصنيف يناقض تماما المنطق، فتفوق الجيش المغربي على كل من الجيش المصري والجزائري مسألة غير واقعة تماما، وهي مناقضة أيضا لكل التقارير الرسمية التي تصدر عن مؤسسات ومعاهد متخصصة في مجال التسلح، كان أخرها تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلم صنف الجزائر في المرتبة الأولى إفريقيا من حيث التسلح والإنفاق الدفاعي وقال بأن نسبة الإنفاق على الدفاع ارتفعت ب 44 بالمائة بقيمة 2.5 مليار دولار منتصف 2011 بسبب الأوضاع في ليبيا، ورد في تقرير المعهد المتخصص في شؤون التسلح والأمن عبر العالم، اسم الجزائر في خانة أكبر الدول الإفريقية التي زادت من حجم إنفاقها على التسلح بنسبة 8.6 بالمائة وهذا بسبب التدهور الأمني الخطير قرب حدودها الشرقية والجنوبية، وأضاف التقرير أن الجزائر حافظت على تعزيز موقعها العالمي في الميدان العسكري والتسليح، باعتلاء مرتبة متقدمة إفريقيا، تليها نيجريا، بزيادة قدرت ب 8 بالمائة، علما أن الجزائر كانت قد رفعت ميزانية التسلح في سنة 2011 بنسبة 44 بالمائة بحجم إنفاق وصل إلى 2.5 مليار دولار منتصف سنة 2011، وهذا بعد رفع ميزانية وزارة الدفاع الوطني وأجهزة الأمن إلى 15 مليار دولار تقريبا، في قانون المالية التكميلي، بزيادة 6 مليار دولار عن الميزانية سنة 2011، فيما صنف نفس المعهد المغرب في المرتبة الثامنة عربيا في نفس السنة بحجم إنفاق وصل إلى 3 ملايير دولار. وقبل ذلك صنف معهد البحث الإستراتيجي الدولي ومقره العاصمة البلجيكية بروكسيل الجيش الجزائري في المركز الثاني إفريقيا بعد الجيش المصري، من حيث التسلح والتجهيز وفي المركز ال 20 عالميا والثامن بين الجيوش الإسلامية، وقال التقرير أن إمكانية الجيش الجزائري تضاعفت خلال 7 سنوات بعدما كان يصنف في المركز 54 عالميا، قبل 15 عاما، مؤكدا بأن الجيش الجزائري قد عزز قدراته القتالية وقدرته على التحكم في التكنولوجيا العسكرية الحديثة وضاعف مخزون الأسلحة الحديثة لديه مرة ونصف مرة بين 2001 و2008، علما أن المغرب جاء في المرتبة الثالثة إفريقيا، وقال التقرير أن الجيش الجزائري يضم في صفوفه أكثر من 300 ألف چندي وهو مچهز بأكثر من ألفي دبابة ،ونحو 300 طائرة مقاتلة متطورة، و160 طائرة نقل أغلبها روسية الصنع، و180مروحية متنوعة المهام. ورغم موارده الجد شحيحة يحاول النظام المغرب الاقتطاع من خبز المغاربة لمسايرة عملية التسلح التي شرعت فيها الجزائر خصوصا منذ سنة 2001، علما أن تسلح الجزائر يخضع لاعتبارات واقعية مرتبطة بتزايد الخطر الإرهابي على حدودها الشرقية والجنوبية، وضرورة تحديث ترسانتها من السلاح بعد حصار غير معلن واجهته خلال مرحلة التسعينيات.