تعرف جل بلديات ولاية الطارف أزمة تموين حقيقية بسبب ندرة الوقود منذ 10أيام. وهي الأزمة التي تعود إلى الواجهة من جديد ، حيث انعكست سلبا على المواطنين الذين عبروا عن استيائهم الشديد لهذه المعضلة، التي طال أمدها خاصة وأنها تتجدد بين الحين والآخر، والسبب »تهريب« هذه المادة نحو الحدود التونسية. ديكور واحد يطبع جل محطات الوقود بولاية الطارف التي عادت إليها الأزمة مجددا وبقوة بعد أن توقفت لأيام العيد، حيث يلفت نظرك في أي محطة بنزين تستوقفك أو تمر بها، يلفت نظرك طوابير لا تنتهي، بطول أمتار خاصة على طول الطريق الوطني رقم 44 على مستوى بوثلجة، عاصمة الولاية الطارف، بالإضافة إلى البلديات الغربية، حيث اشتكى العديد من المواطنين الذين التقتهم »صوت الأحرار« على مستوى الطريق الوطني رقم 44 في منطقة بوتلجة التي تبعد عن مقر الولاية ب 5 كم. وقد اشتكوا من الطوابير الكبيرة والمتراصة التي تستمر لساعات، مسببة ضياع مصالحهم طول النهار من دون أن يظفروا حتى بالكمية التي أرادوها. على حد قول احد الزبائن الذي أكد أنه ورغم الحيل التي استعملها لتخطي كل ذلك الطابور إلا انه لم يبغي مراده. وحسب محدثنا فإنه اكتفى بالكمية التي توصله إلى بيته، خاصة وأنه برفقة أهله وأطفاله. أمّا زبون أخر فقد أكد انه منذ الصباح الباكر التحق بالمحطة ظنا منه انه الأول، إلا انه تفاجأ بطابور يصل إلى حدود المحلات التجارية . فتنقل إلى محطة أخرى إلا أن المشهد نفسه ، فما كان عليه كما اخبرنا إلا اصطف في الطابور منتظرا دوره الذي كان في حدود رقم ال50 سيارة قبله. هذه الأزمة المتجددة التي أصبحت ميزة ولاية الطارف أرجعها البعض إلى مؤسسة نفطال التي لا تلبي حاجيات زبائنها، في حين أرجعها البعض الأخر إلى مشكلة التهريب الحدودي، التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة. وهي المشكلة التي تسجل فيها مصالح الدرك الوطني مئات القضايا ، حيث تم في أقل من شهر حجز 970 لتر من المازوت المهرب إلى تونس. و كان آخرها حجز 170 لتر على مستوى الطريق الوطني رقم 44 عند المخرج الغربي للولاية، بعدما حجزت سابقا 800 لتر من المازوت كانت محملة على 7 أحمرة بها 40 دلو بسعة 20 لترا على مستوى منطقة بوقوس الحدودية. وبين هذا وذاك يستحيل على من يبحث عن الوقود بولاية الطارف هذه الأيام إيجاد و لو لتر واحد بسبب الازدحام من جهة و قلة الكمية التي استنزفها المهربون من المحطات.