عاش سكان مدينة الحياة وقرية الزبربورة بالأخضرية الواقعه على 45 كلم غرب الولاية البويرة أول أمس يوم رعب حقيقي بعدما كادت النيران أن تأتي على مصنعي الدهن ومواد التنظيف حيث منع المحتجون أعوان الحماية المدنية من التدخل بالرغم من وجود قوات مكافحة الشغب الذين عجزوا عن السيطرة على الوضع. خرج المئات من سكان مدينة الحياة وقرية الزبربورة بالأخضرية في احتجاجات عارمة منددين بسياسة المراوغة التي انتهجتها السلطات المحلية في التعامل مع قضية المفرغة العمومية المتواجدة بالمنطقة منذ 27 سنة خاصة بعدما سجلت المنطقة عدة حالات من المواليد المصابين بمرض الربو. وما زاد في شدة الغليان نقض السلطات المحلية لالتزاماتها بالتوقف النهائي عن رمي القمامة بالمفرغة وتحويلها لمكان أخر، وهذا ما تأكد في البيان الذي تحصلت صوت الأحرار على نسخة منه. كما أبدى السكان استيائهم الشديد من استعانة السلطات الوصية بقوات مكافحة الشغب حيث رأوا في هذا استفزازا لهم خاصة بعد توقف المفرغة لأكثر من سنة، وتعبيرا منهم على الرفض القاطع لإرجاع المفرغة العمومية للمنطقة دخل المحتجون في عملية كر وفر وتراشق بالحجارة والغازات المسيلة للدموع مما أدى إلى نشوب حريق بمستودع المؤسسة الوطنية للدهن والذي يحتوي على مواد سريعة الالتهاب ساعدت على زيادة حجم الحريق حيث كادت ألسنة النيران أن تنتقل الى المصنع الذي تفصله بضع أمتار عن المستودع . وبالرغم من الانفجارات المتكررة داخل المستودع وحالة الرعب التي عمت المكان إلا أن المحتجين أصروا على مواصلة الاحتجاج الى غاية الإفراج عن الموقفين الأربعة الذين تم توقيفهم عند بداية الاحتجاج. وكادت الأوضاع تزداد سوءا لولا تدخل إمام المنطقة وبعض ممن احتكموا إلى لغة الحوار حيث لعبوا دور الوسيط بين المحتجين ورجال الأمن ولم يتوصلوا إلى حل إلا بعد مفاوضات دامت أكثر من ثلاث ساعات حيث تم إطفاء الحريق وتسريح الموقفين في نفس اليوم. كما تنقل رئيس دائرة الأخضرية إلى عين المكان لكنه لم يدل بأي تصريح حول المفرغة واكتفى بتقديم ضمانات بتسريح الموقوفين. أما رئيس البلدية فاختار أن يخاطب السكان عبر إذاعة البويرة حيث طلب بأن يمهلوه ثلاثة أشهر ليخرج بحل نهائي.