اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، »ليون بانيتا«، أن حادثة مقتل سفير واشنطن في لبيبا إثر اقتحام مقر القنصلية في بنغازي، بمثابة مؤشر على تزايد تهديدات الجماعات الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا، والتزم بأن تسعى بلاده من أجل مطاردة »الجماعات الإرهابية أينما كانت«. وتزامن هذا الاعتراف مع تأكيد تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« مقتل منسق أعماله »نبيل أبو علقمة«. استبق وزير الدفاع الأمريكي، »ليون بانيتا«، جولته التي شرع فيها إلى عدة بلدان آسيوية، وكانت بدايتها من العاصمة اليابانية طوكيو، بتصريحات حول تنامي التهديد الإرهابي في منطقة شمال إفريقيا، مرتكزا في ذلك على حادثة مقتل السفير »كريس ستيفنز«، حيث اعتبر أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي »كان أسوأ اعتداء« تتعرض له بعثة دبلوماسية أمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي. وبناء على ذلك يرى »بانيتا« أن فروع هذا تنظيم »القاعدة« في منطقة شمال إفريقيا »ما زالت تُشكّل تهديدا خطيرا«، مضيفا في هذا الشأن: »على الولاياتالمتحدة أن تواصل مطاردة القاعدة أينما كانت، وكذلك مطاردة أي فروع لها تورطت في الإرهاب«. وعلى الرغم من هذا الاعتراف فإن المسؤول الأمريكي أوضح أنه لم يتأكد بعد من أنّ مسلحي »القاعدة« كانوا فعلا وراء الهجوم الذي استهدف قنصلية بنغازي، مضيفا أن »هذا جزء مما يُنتظر أن يكشفه التحقيق«. وموازاة مع هذه التصريحات التي أطلقها وزير الدفاع، فإن الإدارة الأمريكية تدعم فرضية أن يكون لحادثة قتل سفيرها في ليبيا عملا مدبّرا وليس عفويا، وهو ما لمّح إليه رئيس الحكومة الليبية الجديد وكذا رئيس المؤتمر الوطني الليبي، فيما تحدّثت تقارير رسمية عن وجود »دلائل« تؤكد احتمال ضلوع أعضاء من »جماعة متشددة« تطلق على نفسها »أنصار الشريعة« في تنظيم ذلك الهجوم. إلى ذلك سبق لرئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي، »مايك روجرز«، أن أعلن بأن الهجوم على القنصلية في بنغازي »يحمل بصمات تنظيم القاعدة«، وهو ما جاء في تصريح له مؤخرا لمحطة »سي أن أن« التلفزيونية قال فيه: »هناك تفاصيل لا تزال غير واضحة«، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه »منذ أشهر نرى القاعدة تبحث عن أهداف غربية في أي مكان في شمال إفريقيا. رصدنا بعض النشاطات التي أتاحت لنا التفكير اليوم بأن الأمر يتعلق بمجموعة تابعة للقاعدة«. وفي ذات السياق أعلن تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«، رسميا مقتل أحد أبرز قادته في الصحراء الكبرى نبيل مخلوفي المكنى ب »نبيل أبو علقمة«، وهو القيادي الذي ظهر في آخر تسجيل للتنظيم معلنا فيه إعدام نائب قنصل الجزائر في غاو، الطاهر تواتي، بعد انقضاء المهلة التي منحتها حركة »الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا«، المقرّبة من »القاعدة«، للسلطات الجزائرية باشتراط إطلاق ثلاثة من قياديين تابعين للتنظيم تمّ اعتقالهم مؤخرا. وكانت وسائل إعلام نشرت قبل أيام خبر مقتل »أبو علقمة« الذي يُعدّ من أقدم العناصر التي التحقت بمعاقل الجماعات المسلحة، حيث ذكر التنظيم في بيان منسوب إليه أن مخلوفي لقي مصرعه في حادث سير في شمال مالي الأسبوع الماضي، وأضاف أن عددا من أفراد التنظيم أصيبوا بجروح خلال الحادث، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وورد في ذات البيان أن »أبو علقمة سبق حبسه في الجزائر، وكان من بين أوائل المقاتلين الذين انضموا للتنظيم في منطقة الصحراء في عقد التسعينات من القرن الماضي، وكان شابا في عقده الثاني«. ومعلوم أن زعيم تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«، عبد المالك دروكدال، قد عيّن نبيل مخلوفي قبل ثلاثة أعوام منسقا في شمال مالي، وكان الأخير بمثابة ذراعه اليمنى بحسب مصادر أمنية.