تبنت هيئة الأمم المتحدّة من خلال مجلس حقوق الانسان بها، خلال آخر أيام انعقاد دورته الحادية والعشرين في جنيف، أمس، قرارا يدين دمشق بخصوص ما وصفها المجلس بانتهاكات جسيمة ترتكبها القوات النظامية ضد المدنيين باستخدامها أسلحة ثقيلة ضدهم، كما أدان القرار الذي اعتمد بإجمالي 41 صوتا مقابل اعتراض الصين وروسيا وكوبا وامتناع ثلاث دول عن التصويت، استمرار المذابح التي تقوم بها قوات الأسد والشبيحة، فيما وافق المجلس على تمديد مهمة اللّجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق على أن تقدم اللجنة تقريرها القادم إلى المجلس في مارس القادم . للإشارة، فقد قُدّْم القرار من طرف المغرب وتونس والكويت والسعودية وقطر، وكان مدعوما من 69 دولة أخرى. على صعيد آخر، أعرب الأمين الأممي العام والأمين العام لجامعة الدول العربية، بان كي مون ونبيل العربي، إضافة إلى مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في وقت سابق الخميس خلال اجتماع لهم بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، عن خشيتهم من تحول الوضع هناك إلى ساحة معركة إقليمية، وأكد اللقاء الثلاثي أنّ ثمة ضرورة ملحة لتوحيد المجتمع الدولي من أجل دعم مهمة السلام في سوريا. في وقت اعتبر فيه ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي، أن التدخل العسكري أحادي الجانب لبلاده في سوريا سيكون خطأ فادحا، وذلك في معرض تعليقه حول الدعوة القطرية للقيام بتدخل عسكري في سوريا. من جانبه، بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، طرق حلّ الأزمة السورية مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي، بحسب ما أفاد به مصدر في وزارة الخارجية الروسية أمس، وأضاف بأن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر في بعض المسائل الهامة للأجندة الدولية حيال الملف السوري، ويأتي ذلك بعيد انتقاد شديد اللّهجة، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاجم من خلاله تصرفات الغرب تجاه سوريا، قائلا إن شركاء موسكو لا يستطيعون التوقف عن نشر الفوضى في الكثير من البلدان، وأنهم ينتهجون الآن السياسة نفسها حيال بلدان أخرى، وفي سوريا على وجه الخصوص. وبخصوص التطورات الميدانية في الداخل السوري، كشفت تقارير إعلامية أمس، نقلا عن مصادر سورية مطّلعة، أن القوات المسلحة السورية تعتزم تشكيل فرقة نخبوية جديدة قوامها 60 ألف مقاتل، واستنادا إلى خبير في المعهد الدولي للأبحاث الاستراتيجية، فإن الاستخبارات الغربية حصلت على معلومات مفادها أن كتائب الأمن المسلحة أو ما يعرف ب»الشبيحة« التي تتألف من الطائفة العلوية، سيتم ضمّها في فرقة شبيهة بالحرس الثوري الإيراني. وأشار خبير في المعهد، إلى أن تحضير وتدريب الفرقة النخبوية المذكورة، سيكون على يد خبراء إيرانيين متواجدين في الأراضي السورية قدّر عددهم بألفي عنصر، مضيفا أن المعهد يتوقع أن يزداد عدد القوات الحكومية السورية في غضون الأشهر القادمة، ما ينذر بإطالة أكمد الصراع في سوريا ومنح الأسد وقتا أكثر وآفاقا جديدة، بحسب نفس المتحدّث. إلى ذلك، قام الجيش السوري أمس، باقتحام أحياء سيطر عليها مقاتلو المعارضة فى شمال العاصمة دمشق فى هجوم تتخلله اعتقالات وتدمير منازل، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون، بينما تحدّث الجيش الحرّ الخميس عن معركة حاسمة في مدينة حلب، مشيرا إلى أنها نفذت هجوما كبيرا كبداية لانطلاق المعركة. ودارت معارك على عدة جبهات يوم أمس، وصفها شهود عيان، على ب»الغير مسبوقة«، في حلب ثاني أكبر المدن السورية، بعد أن أعلن مقاتلو المعارضة أمس الأول عن بدء هجوم وصفته ب»الحاسم«، فيما أعلنت لجان التنسيق السورية عن مقتل 60 شخصا برصاص القوات النظامية أمس فى مناطق متفرقة من البلاد.