التقى أمس بالعاصمة المصرية القاهرة، وزراء خارجية كل من مصر وتركيا وإيران لمناقشة المبادرة الرباعية المصرية التي اقترحها الرئيس محمد مرسي بشأن الملف السوري، وذلك تزامنا ووصول مبعوث السلام الأممي العربي المشترك، الأخضر الإبراهيمي إلى القاهرة، بهدف لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى وعرض نتائج مهمته في سوريا، بعد إنهائه أول زيارة له إلى دمشق منذ توليه مهامه خلفا لسابقه كوفي عنان. قالت لجنة تحقيق أممية أمس، تعكف على كتابة تقارير حول الأوضاع في سوريا التي تعرف صراعا داميا ناهز ال18 شهرا، إن وتيرة انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد تتصاعد من قبل القوات النظامية والشبيحة ومعارضين على حدّ سواء، وأنها طالبت مجلس الأمن بإحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا. وأكّد رئيس اللّجنة، الخبير البرازيلي باولو بنيرو في عرض لأحدث تقاريره في مستهل اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، إن الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا زادت من حيث العدد والوتيرة والكثافة. وقال عدد من المحقّقين باللّجنة، إنّ بنيرو قدّم أدلة تثبت ارتكاب تلك الانتهاكات من قبل القوات الموالية للنظام ولمعارضين، فيما أشار المحقّق الدوليين إلى أنّ اللّجنة التي يرأسها وضعت قائمة ثانية بأسماء الأفراد والوحدات العسكرية المسؤولين عن الانتهاكات، على أن يسلّمها إلى المفوضة الأممية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، وأضاف أن الأسماء الواردة في تلك القائمة لن تُكشف لأنّ الأدلة المعتمدة حسبه أقلّ قوة من أدلة المحاكم. على صعيد آخر، قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الأحد، إن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل إمدادات إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد وأن آلافا من مقاتلي الميليشيات العراقية عبروا الحدود إلى سوريا لدعم قوات الأسد، وأشار الهاشمي الذي غادر العراق في ديسمبر الماضي وحكمت عليه محكمة عراقية قبل أسبوع بالإعدام، إلى أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لا تعترض على نقل الذخيرة والسلاح إلى قوات الأسد، وأن بلاده تحولت إلى ممرّ للدعم الإيراني للنظام في دمشق، مستندا على تقارير قال إنه تلقاها من محافظة الأنبار العراقية المتاخمة للحدود مع سوريا ومن المعارضة السورية أيضا. من جهة أخرى، أعربت المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل، عن بالغ أسفها، لما وصفته بعدم مشاركة كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن في الإدانة السياسية من جانب أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية لسوريا، وقالت إنها تتمنى أن يحقق المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي نجاحا أكبر من سلفه. وأضافت المستشارة في مؤتمر صحفي عقدته أمس، أنها تذكر ذلك دائما خلال محادثاتها مع القيادات الصينية والروسية. واعتبرت المتحدّثة أنّ الوضع الإنساني بسوريا مأساوي، مشيرة إلى خيبة أملها بخصوص عدم التوصل إلى حلّ عن طريق مجلس الأمن. إلى ذلك، نشرت مجلة »شبيغل« الأسبوعية الألمانية، الأحد، مقالا جاء فيه أن دمشق أجرت نهاية الشهر المنصرم اختبارا لقذائف يمكن تجهيزها بمواد كيماوية سامة، وحسب »شبيغل«، فقد تمّ إطلاق 5 أو 6 قذائف غير مجهزة في منطقة صحراوية بالقرب من مدينة السفيرة شرقي حلب، والتي تقع بالقرب من مركز للدراسات المتعلقة بصناعة الأسلحة الكيماوية. هذا وأفادت المجلة بحسب معطيات أجهزة استخباراتية غربية، بأنه يجري في ذلك المركز إنتاج غازات »السارين« و»التابون« والخردل السامة. وبخصوص تطورات الوضع في الداخل السوري، قال نشطاء حقوقيون إن القصف تجدّد صبح أمس على أحياء دمشق الجنوبية، وأضافوا أن 12 قتيلا على الأقل سقطوا بنيران القوات النظامية بمختلف أنحاء البلاد، فيما قال نشطاء إن 143 شخصا قتلوا الأحد في قصف يعتبر الأول من نوعه للطيران الحربي على أحياء حلب الجديدة والفرقان والراشدين.