في خضمّ أجواء الهدنة التي رافقت مقدم الوزير الجديد عبد اللطيف بابا أحمد وعادت بالهدوء والاستقرار على القطاع، تنطلق صباح غد أشغال المؤتمر الوطني الثاني لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني »كناباست«، وستتواصل على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة حوالي 400 مندوب، يمثلون جميع ولايات الوطن. وخارج إطار انتخاب القيادة الوطنية أو تجديد الثقة فيها، مُقرر أن يتولى المؤتمر عبر اللجان التي ستُشكل بالبحث والنقاش المتأنّي كافة القضايا والملفات المطلبية العالقة، بما فيها مسألة توسيع النقابة إلى أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط التي يوليها الجميع أهمية خاصة. تنطلق صباح غد الاثنين أشغال المؤتمر الوطني الثاني لنقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بحضور ومشاركة أزيد من 400 مندوب، تم انتخابهم على مستوى الجمعيات العامة المنعقدة عبر الولايات، ويُنتظر أن يتضمن جدول الأشغال عددا كبيرا من الملفات والقضايا العالقة، المتبقية، التي تضمنتها الاختلالات الواردة في القانون الخاص الأخير ونظام المنح والتعويضات، إلى جانب القضية الجوهرية، المتمثلة في أموال الخدمات الاجتماعية، التي لم تتحرر بعدُ من قبضة السلطات العمومية ونفوذ نقابة سيدي السعيد، التي انفردت بتسييرها انفرادا كليا طيلة 17 عاما، وهي مدة دخلت فيها آلاف الملايير وخرجت فيها آلاف الملايير، في صمت ولا مبالاة مطلقة، زيادة عن قضايا وانشغالات أخرى. وما يُضاف إلى كل هذا أن المؤتمر سيختار من جديد القيادة الوطنية للنقابة عن طريق الانتخاب، وكل المؤشرات تؤكد من الآن أن المؤتمرين سيجددون الثقة في الأستاذ نوار العربي، الذي يقول عنه زملاؤهُ الأساتذة أنه »أبلى بلاء حسنا، وعارك الوصاية والسلطات العمومية إلى أن لىّ أذرعها، وافتك لعمال القطاع رفقة زملائه النقابيين الآخرين جملة من المكاسب، التي لم يحدث أن حصل أهل القطاع على مثلها منذ الاستقلال حتى الآن. وحسب مندوبي عدد كبير من الولايات، فإن نوار العربي هو أول المؤهلين لاستئناف رحلة الملفات والمطالب مع الوزير الجديد عبد اللطيف بابا أحمد ومساعديه، وسابق المعرفة والدراية بالملفات والمطالب والانشغالات العمالية هو في حد ذاته رصيد يستفيد منه أساتذة التعليم في حال تجديد الثقة بالرجل. ولا ننسى أنه سبق للأستاذ نوار العربي، الذي هو أستاذ رياضيات، وصاحب خبرة كبيرة في التعليم، والدراية بانشغالات القطاع أن أعلن عن انسحابه من على رأس النقابة، وفسح المجال أمام أساتذة القطاع لاختيار من يرونه أكفأ وأنسب وأنزه منه، وجاراهُ في ذلك زملاؤه، ولكن القواعد العمالية للنقابة على مستوى الولايات تمسّكت به وبزملائه، وطالبت، بل وألحّت على بقائه رجلا أول للنقابة، ولأنه حقق الكثير مع زملائه قياسا بما كان تحقق في السنوات التي سادت فيها نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، فإن تجديد الثقة فيه وارد من الآن وبنسبة انتخاب عالية، وقد تبلغ درجة الإجماع.وحتى أعضاء المكتب الوطني الحالي، الذين رافقوه في مسيرته النقابية منذ سنة التأسيس عام 2003 حتى اليوم غير مُستبعد من تجديد الثقة فيهم هم أيضا، ومن دون ذكرهم بالأسماء، هم أيضا مشهود لهم بتقديم الكثير من التضحيات، وقد واجهتهم الكثير من المتاعب النضالية، ودافعوا باستماتة من أجل أن يرتفع الأجر الشهري للأستاذ، وأن تتحسّن وضعيته المهنية في التصنيف والترقية والعلاوات وباقي الامتيازات الأخرى.، حدّ المضايقات، والوضع تحت الرقابة القضائية، والتهديد بالرمي في السجن. ولعل الأمر الهام الكبير الجديد الذي سيُعرض للنقاش والدراسة المستفيضة والبحث خارج دائرة المطالب، هو مسألة توسيع النقابة إلى أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط ، وكل المؤشرات تؤكد من الآن أن المؤتمرين سيُرحبون بالفكرة في أغلبيتهم، وقد زكتها بصورة أولية العديد من الجمعيات العامة المنعقدة على مستوى الولايات.. ونذكر أن المكتب الوطني للنقابة كان سلّم رسميا منذ بضعة أيام لائحة المطالب والانشغالات التي ما تزال عالقة، وقصدُهُ من وراء ذلك إطلاع الوزير الجديد رسميا على لائحة المطالب المتبقية، وبنفس الصيغة التي تُطالب بها نقابة »كناباست«، وهو في ذلك يريد أن يتحصل من الوزير الجديد على الموقف الرسمي النهائي، ليتمّ إبلاغُهُ كما هو للمؤتمرين، وقرار التجاوب معه من عدمه يعود لهم في كل الأحوال.