أكد رئيس الوزراء المالي الشيخ موديبو ديارا، أمس، من طنجة المغربية، أن العملية العسكرية في شمال البلاد باتت وشيكة بل قريبة جدا على حد تعبيره، مضيفا أن قرار مجلس الأمن سيصدر خلال أسبوع، وبخصوص موقف الجزائر قال ديار أن الجزائر لمحت إلى وقوفها في صف الأسرة الدولية وهو ما يتناقض مع المساعي الجزائرية الرامية لترجيح الحل السياسي. في الوقت الذي تجري فيه مساعي دبلوماسية حثيثة من قبل الجزائر وبعض الدول المجاورة لمالي لترجيح كفة الحل السياسي وإقدام حركة تحرير الأزواد وحركة أنصار الدين كبرى الفصائل المسيطرة على الشمال على تقديم تنازلات سياسية، أطلق رئيس الوزراء المالي الشيخ موديبو ديارا ما يشبه رصاصة الرحمة على مشروع الحل السياسي حين أعلن أن التدخل العسكري في الشمال بات قريب جدا، ملمحا إلى اتجاه مجلس الأمن الدولي إلى إقرار الخطة العسكرية لدول غرب إفريقيا التي ساندها الاتحاد الإفريقي، وترك الشيح ديارا الانطباع أن اجتماع مجلس الأمن خلال أسبوع من شأنه أن بعجل بتدخل القوات الإفريقية عكس القراءات التي اتفقت في تحليلها على أن التدخل العسكري يتطلب وقتا للتحضير. من جهة أخرى وبخصوص موقف الجزائر قال الشيخ ديارا أن الجزائر لمحت لوقوفها في صف الأسرة الدولية، وهو تصريح يحمل في طياته مغالطات أو على الأقل تناقضات مع المساعي الجزائرية الرامية إلى منع التدخل العسكري، حيث سبق للناطق الرسمي للخارجية الجزائرية أن أكد أن الجزائر ستتجه لغلق الحدود مع مالي في حال إقرار تدخل عسكري لحماية مصالحها وصيانة سيادتها، هذا في الوقت الذي سربت فيه مصادر مهتمة أن الأجواء الجزائرية لن تفتح أمام الطيران الحربي الأجنبي في شمال مالي، فضلا على هذا وذاك حذر وزير الخارجية نهاية الأسبوع من القاهرة من تداعيات الحرب وأعلن أن الإستراتيجية الأممية للساحل لن تكلل بالنجاح ما لم تأخذ بعين الاعتبار حاجيات دول الميدان من جهة ومراعاة المبادرات التي أطلقتها من جهة أخرى في إشارة إلى الاقتراح الجزائري لحل معضلة الشمال المالي. ومعلوم أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قالت أنها جهزت ما قوامه 3300 عسكري للتدخل في الشمال وهي الخطة التي اقرها رؤساء أركان الدول المعنية وصادقت عليها القمة الاستثنائية في أبوجا الأسبوع المنصرم وسترفع إلى مجلس الأمن الدولي الذي سيجتمع الأسبوع الجاري لمنحها الغطاء الأممي. رئيس الوزراء المالي الذي تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس من المغرب رفض الكشف على ما اسماه الإستراتيجية العسكرية لاستعادة الشمال، كما لم يكشف عن الدول التي تستعد للمشاركة قائلا: ستعرف بعد مصادقة مجلس الأمن الدولي على الخطة، وأبدى دفاعه المستميت من اجل التدخل العسكري قائلا: تدين »هذا الاحتلال«من قبل »إرهابيين ومهربي مخدرات يروعون السكان«، مضيفاً »إنني أركز حاليا على مهمتين هما تحرير شمال بلادي والإعداد لانتخابات مقبلة وتنظيمها بشفافية«. وفي ظل إصرار السلطات الانتقالية في باماكو على التدخل العسكري تبدو فرص الحل السياسي للازمة ضئيلة جدا.