احتضنت، الجزائر الساعات الأخيرة، اجتماعا بين السلطات الرسمية المالية وممثلين عن أنصار الدين، في محاولة لإيجاد حل بشمال البلاد الذي تسيطر عليه الجماعات المسلحة أحدها يحتفظ برهائن دبلوماسيين جزائريين. كشفت مصادر مالية، عن لقاء جمع مسؤول مالي رسمي رفيع مع ممثلين من جماعة أنصار الدين بالجزائر، لبحث الوضع في شمال مالي، ”في وقت دعا فيه رئيس الوزراء المالي شيخ ”موديبو ديارا” الدول الغربية إلى التدخل عسكريا في شمال البلاد”. ومثّل السلطات المالية في هذه المفاوضات، حسب ذات المصادر، ضابط مالي رفيع المستوى في حين أوفدت جماعة أنصار الدين ”أمادا آغ بيبي” القريب من الحركة، والمسؤول المالي من الطوارق ”أياد آغ غالي” ورئيس أركان أنصار الدين ”آغ ويسا” إضافة إلى نائب عن الشمال”، مشيرة في ذات السياق أن ممثل الحركة المسلحة كان لا يزال متواجدا بالجزائر يوم السبت”. وقال أحد ممثلي حركة الجهاد التوحيد إن ”السعي إلى السلام هو ما دفع وفد أنصار الدين للذهاب إلى الجزائر للقاء الجانب المالي”. وتسعى الجزائر حثيثا لتغليب لغة الحوار على التدخل العسكري بالمنطقة، في وقت دعا رئيس الوزراء المالي شيخ موديبو ديارا، أمس الأول، الدول الغربية الدول الغربية إلى التدخل عسكريا في شمال مالي، ”بمجرد أن يقتنع المجتمع الدولي بضرورة التحرك، على فرنسا أن تقوم بالخطوة الأولى”، مصيفا ”بإمكان مقاتلات الميراج الفرنسية التدخل، وإذا أرادت فرنسا تستطيع قواتها الخاصة الانضمام إلى قواتنا المسلحة.. كل شيء وارد”. وذكر ذات المسؤول، في تصريحاته الإعلامية، أمس الأول، أن ”التدخل الغربي سيتم بعد انتشار قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، برعاية الأمم المتحدة”، مشيرا إلى رغبة بلاده في أن تبدأ مناقشة (القرار) في مجلس الأمن اعتبارا من الأسبوع المقبل، بحيث يتم تبنيه قبل منتصف أكتوبر الجاري وبعد التصويت على القرار، يمكن أن نطلب فورا من المجموعة الإفريقية أن تنشر قوات تساعدنا في ضمان أمن خط الفصل بين الشمال والجنوب”. وأكد ذات الوزير في مرافعته على ضرورة التدخل العسكري في منطقة الشمال، تنامي قوة الجماعات الإرهابية ببلاده، ما يفرض-حسبه تدخلا حازما- لن يأت إلا بالقوات العسكرية الغربية.