ضم حلف الناتو صوته إلى صوت الجزائر الداعي إلى عدم التدخل عسكريا في مالي، حيث بالتحاق حلف الناتو بصف الجزائر تكون الدبلوماسية الجزائرية قد كسبت معركة جديدة ضد الدبلوماسية الفرنسية التي تواصل الضغط على حلفائها من أجل إقناعهم بالحل العسكري بشمال مالي. أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أول أمس، أن حلف شمال الأطلسي ”ليس لديه أي نية للتدخل في مالي حيث يحتل إسلاميون مسلحون شمال البلاد”، ليؤكد بذلك أن ”موقف حلف الناتو شبيه بالموقف الذي أعلن عنه قائد أفريكوم، كارتر هام، خلال زيارته إلى الجزائر بداية الأسبوع الجاري”. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحفي في بروكسل ”حلف شمال الأطلسي لا ينوي التدخل في مالي”، مضيفا ”نحن نتابع الوضع بانتباه” رغم أن رئيس الوزراء المالي شيخ موديبو ديارا دعا السبت الماضي الغربيين إلى دعم قوات مجموعة دول غرب إفريقيا التي ستنشر تحت إشراف الأممالمتحدة. ويأتي موقف حلف الناتو ليدعم موقف الجزائر الداعي إلى الحل السياسي والدبلوماسي في مالي، مثلما أعلن عنه وزير الخارجية مراد مدلسي خلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. كما كثف مدلسي من نشاطه الدبلوماسي في نيويورك بحثا عن دعم للموقف الجزائري من أزمة مالي. وفضلا عن الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة الذي شاطر الجزائر موقفها الرامي إلى عدم التدخل عسكريا في مالي، قام مدلسي بمهمة الترويج لموقف الجزائر الرافض لتدويل الأزمة المالية لدى القوى الكبرى، تحسبا لإعادة طرح القضية مجددا على مجلس الأمن الدولي، الأسبوع القادم، من قبل فرنسا التي فشلت في وقت سابق في الحصول على تفويض أممي للتدخل العسكري في مالي. وقام مدلسي في إطار مساعي الجزائر للحل السياسي الدبلوماسي في مالي بمقابلة كل من وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، والصيني، يانج يي شي، حيث شرح الوزير الجزائري الوضع العام في منطقة الساحل وبالتحديد ما يحدث بمالي التي تعيش على وقع أزمة أمنية وإنسانية، بحثا عن دعم للموقف الجزائري وتفادي التدخل عسكريا في المنطقة الذي قد تكون انعكاساته خطيرة على الوضع في المنطقة مثلما أشار إليه قائد ”أفريكوم” كارتر هام. إلا أن المساعي الفرنسية ما تزال مستمرة في الظرف الراهن، حيث تواصل دبلوماسيتها تكثيف نشاطها وتحركاتها بحثا عن المزيد من الدعم والتأييد الذي يسمح لها بالتدخل عسكريا شمال مالي، مثلما تخطط له منذ مدة طويلة.