يجري منذ أمس وفد عن وزارة البترول المصرية محادثات معمقة مع وزير الطاقة والمناجم حول سبل تموين الجزائر لاحتياجات السوق المصرية من غاز البوتان، ومن المنتظر أن يبحث الوفد المصري طيلة تواجده في الجزائر آليات تنفيذ الاتفاق الاستراتيجي المبرم بين البلدين أكتوبر الماضي والمتضمن تعهد الجزائر برفع صادراتها من البوتان ب50 بالمئة اعتبارا من العام المقبل. شرع أمس وفد عن وزارة البترول المصرية يقوده رئيس الهيئة العامة للبترول في التفاوض مع وزارة الطاقة و المناجم ومجمع سوناطراك، حول سبل تفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال مباحثات، الوزير الأول عبد المالك سلال، ورئيس مجلس الوزراء هشام قنديل بمناسبة زيارته للجزائر في 22 أكتوبر الماضي بشأن تكرير البترول الجزائري في مصر، بالإضافة إلى الاتفاق على تحديد احتياجات مصر من غاز البوتان خلال العام القادم على ضوء تعهد الجزائر برفع صادراتها من البوتان بنسبة 50 بالمئة اعتبارا من العام القادم ليبلغ 1.5 مليون طن ومن المقرر أن يتصدر هذا الاتفاق محادثات الطرفين بالنظر إلى أهمية بالغة بالنسبة لمصر و الجزائر على حد السواء حيث ينص على »تصدير البترول الخام الجزائري إلى وحدات التكرير في مصر مع الاحتفاظ بحق استرجاع مشتقات البترول التي تستوردها الجزائر في أغلب الأحيان بمليارات الدولارات«.وهذا البند يشكل في حد ذاته خطوة هامة بالنسبة للجزائر. وقامت الجزائر، منذ بداية السنة الحالية بعد اتفاق ثنائي بين البلدين، بتوفير عدة شحنات من غاز البوتان للسماح بتزويد السوق المصرية بهذه المادة الحيوية، والتقليل من حدة الأزمة التي تعاني منها السوق المصرية من مادة البوتان الحيوية، حيث وصلت شحنات هامة من الغاز الجزائر على الموانئ المصرية بانتظام منذ بداية السنة لسد العجز المسجل. كما ستتناول المباحثات الوفد المصري الذي ستدوم زيارته للجزائر ثلاثة أيام بحث زيادة تواجد شركات الخدمات البترولية المصرية في الجزائر والتي ستشهد ضخ استثمارات جديدة لتعزيز قدرتها في مجال البترول والغاز، وكانت شركة »بتروجيت« المصرية قد أنهت في أفريل 2012 من تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من خط أنابيب بطول إجمالي يصل إلى 433 كيلومترا لنقل الغاز بين حقل حاسي الرمل بولاية الأغواط إلى ولاية باتنة الواقعة شرق البلاد. وتُؤكد هذه الوثبة في التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين عودة العلاقات التجارية إلى وضعها الطبيعي سيما بعد الأحداث التي كانت شهدتها مباراة تصفيات كأس العالم عام 2009 والتي وصلت آثارها إلى أعلى هرم الدولتين، كما تأتي بعد ثورة الربيع المصري التي أوصلت محمد مرسي إلى رئاسة الجمهورية، علما أن الجزائر كانت اختارت مصر كضيف شرف خلال الدورة الرابعة والخمسين لمعرض الجزائر الدولي الذي نظمته الشركة الجزائرية للتصدير والمعارض مؤخرا والذي شارك فيه ما يُعادل 565 شركة أجنبية من 28 دولة عربية وأجنبية. وتجري حاليا مجهودات من أجل رفع التعاون التجاري في ضوء العلاقات المتميزة الموجودة بين البلدين وذلك عبر التقليل من العقبات والبيروقراطية التي يُواجهها رجال الأعمال.