تبادلت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الاتهامات مجددا، فقد تمسكت حماس باشتراطها الإفراج عن معتقليها بالضفة الغربية للسماح بسفر قياديي فتح من قطاع غزة، واتهمت السلطة الفلسطينية باعتقال أكثر من ألف شخص معظمهم من حماس وتعذيبهم، في حين وصفت فتح حركة حماس بأنها الوجه الآخر لعدو الشعب الفلسطيني. وفي إشارة إلى مطلب الرئيس الفلسطيني السماح بسفر المئات من كوادر فتح إلى بيت لحم للمشاركة في مؤتمر فتح السادس المقرر في الرابع من أوت الجاري، قال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان في مؤتمر صحفي ببيروت إذا كان مطلب محمود عباس ضروريا، فإن مطلبنا أكثر من ضروري. وأشار حمدان إلى أن الأجهزة الأمنية للسلطة اعتقلت 1143 من أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية منهم 878 من كوادر حماس منذ بدء حوار القاهرة بين الحركتين، موضحا أن العدد في تزايد. واتهم ممثل حماس في لبنان السلطة الفلسطينية وحركة فتح بإفشال كل الجهود المصرية لإنهاء ملف المعتقلين مرة بعد أخرى وبحجج مختلفة كان آخرها بحسب حمدان أن ما يجري جزء من التزامات منظمة التحرير الفلسطينية تجاه إسرائيل والمجتمع الدولي وفق خارطة الطريق، وأن هذه الاعتقالات تأتي في سياق التنسيق الأمني مع الاحتلال. واعتبر حمدان أن الأجهزة الأمنية للسلطة تواصل الضغط من ناحية أخرى على أهالي القطاع فتحجب جوازات السفر وتمنع آلاف المرضى والطلاب والموظفين في الخارج من السفر لقضاء حوائجهم. كما اتهم المسؤول في حماس أجهزة السلطة الفلسطينية بممارسة انتهاكات تتجاوز أخلاقيات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المعتقلين يتعرضون لصنوف من التعذيب لم يسبق لها مثيل، وقد نقل منهم العشرات للعلاج بسبب التعذيب، والشهداء بلغ عددهم عشرة قتلوا تحت التعذيب. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية للسلطة تتبادل المهام مع الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن العشرات من كوادر حماس كانوا يعتقلون لدى أجهزة السلطة فور الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، بل إن عائلات باتت سجون الاحتلال والأجهزة الأمنية تتقاسمها. وقرأ رسالة في المؤتمر الصحفي عن صنوف التعذيب القاسية الممارسة بحق المعتقلين وإهانتهم، بل تعدى الأمر -وفق حمدان- إلى استدعاء زوجاتهم وبناتهم وإهانتهن. وبرر موقف حماس بإقدامها على خطوة منع عناصر فتح من السفر من غزة للمشاركة في مؤتمر بيت لحم بسبب التعنت الذي أظهره أبو مازن وضربه عرض الحائط بكل الجهود المصرية لحل هذه القضية. من جانبه انتقد أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين موقف حركة حماس من منع كوادر فتح من المشاركة في مؤتمر الحركة، وقال في مقابلة مع الجزيرة إن حماس بتصرفها هذا أثبتت أنها الوجه الآخر لعدو الشعب الفلسطيني. واعتبر إجراء حماس في قطاع غزة بمثابة اختطاف لعناصر فتح واستخدامهم رهائن، مشيرا إلى أن حماس كانت تعتقد أنها بتصرفها هذا ستفجر قنبلة لمؤتمر فتح أو أنها سترث الحركة. ونفى أبو العينين وجود معتقلين سياسيين في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن المعتقلين كانوا يخططون ويعدون لانقلاب دموي آخر، مدللا على ذلك بالعثور على ثلاثة آلاف بزة للأمن وكميات متفجرات ضخمة. لكن رغم ذلك أشار أبو العينين إلى احتمال أن تقوم حماس بمبادرة قبيل انعقاد مؤتمر فتح أو ربما أثنائه حتى لا تظهر وجهها القبيح أما الأشقاء العرب الذين توسطوا في هذه القضية. وأكد المسؤول في فتح أن مؤتمر الحركة سينعقد في موعده، معلنا انطلاقة جديدة للحركة وإعادة بناء مؤسساتها. الجزيرة