كشف أمس رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، أنه تم تداول أزيد من ألف و200 طن من مخدرات وسط الشباب في 2012، وهو الرقم الذي حددته الدراسات الميدانية التي أجرتها الهيئة، فيما تم حجز أكثر من 120 طن من القنب الهندي في ذات الفترة غير أنها لا تمثل سوى 10 بالمائة من الكمية المتداولة في مختلف أنحاء الوطن. أكد البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث خلال مداخلته بفورام » ديكا نيوز« أمس، أن ارتفاع ظاهرة الإدمان على المخدرات التي باتت تهدد مجتمعنا وتفرز آفات أخرى على رأسها الجريمة المنظمة، مشيرا إلى أن التحقيقات الأمنية تؤكد أن كل جريمة مرتكبة سببها »مخدرات«، وما يعكس حجم الكارثة –يقول- إلى أن التوقعات تشير إلى وجود 1200 طن من مخدرات من القنب الهندي تم تداولها في مختلف مناطق الوطن خلال 2012، لكن لم يتم حجز سوى 10 بالمائة منها وهي النسبة التي تعادل 120 طن من قبل مصالح الأمن والدرك في ذات الفترة. كما قال خياطي أنه تم حجز كميات معتبرة من المخدرات الصلبة في 2012 تزيد عن 115 كلغ من الهيرون والكوكائيين إضافة إلى 60 ألف قرص من المؤثرات العقلية ومهلوسات، لكن هذه الكميات المحجوزة من المخدرات لا تمثل سوى 10 بالمائة من المتداول، داعيا في هذا الصدد إلى إعادة النظر في القانون الذي يعاقب المدمن، وأضاف أن الشخص الذي ضبطته مصالح الأمن وبحوزته 5 غرام من المخدرات ليس مثل الشخص الذي تم ضبطه بشاحنة محملة ب 10 طن من المخدرات. وأشار رئيس الفورام إلى أن هناك مدمنون في الجزائر يلجأون إلى مواد جديدة كأجنحة الصراصير والغراء والجوارب النتنة، لتحويلها إلى مخدر قوي، لمواجهة غلاء المخدرات في السوق، وتضييق الخناق على شبكات التهريب والمتاجرة بهذه السموم، محذرا من تفاقم الوضع وانتشار الظاهرة وتعرّضهم بذلك إلى مضاعفات خطيرة على الصحة، قائلا إن عددا كبيرا من المدمنين وبالأخص المتشردين يقومون باستعمال الغراء لتخدير أنفسهم حيث يتم وضعها في أكياس بلاستيكية ثم استنشاقها بطريقة منتظمة. ومن جهتها، أوضحت الرياضية سليمة سواكري، باعتبارها أحد الأعضاء الذين شاركوا في الدراسة الميدانية والحملة التحسيسية ضد آفة الإدمان في الجزائر، أن الأسباب التي تدفع لإدمان الشباب على المخدرات عديدة منها الفراغ والتسرب المدرسي وتوفر المخدرات بأثمان زهيدة، إضافة إلى المشاكل الاجتماعية كالبطالة والسكن والطلاق.