قال السيد عبد المالك سايح المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها أن مصالحه ستشرع قريبا في إجراء تحقيق وطني هو الأول من نوعه لمعرفة ماهية المخدرات لدى الشباب الجزائري ومدى انتشارها وسطهم وكذا لمعرفة الولايات الأكثر استهلاكا للمخدرات وسيشمل التحقيق 500 الف شابا و10 آلاف أسرة. وقال سايح الذي نزل ضيفا على حصة منتدى الخميس للقناة الثانية أن هذا التحقيق يدخل ضمن تطبيق الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمكافحة المخدرات2009 - 2013. مشيرا إلى أن الاستراتيجية المطبقة خلال 2004 - 2008 ستنتهي في 31 ديسمبر من العام الجاري وتقدم إثرها أهم النتائج المتوصل لها. من جهة أخرى أشار سايح في معرض حديثه الى تحول الجزائر في السنوات الأخيرة من بلد عبور إلى بلد مستهلك، ولم يشر المتحدث إلى الكمية المستهلكة محليا من المخدرات وإنما اكتفى بتقديم أرقام مصالح الأمن المشتركة التي تشير إلى حجز 16.5 طن من المخدرات في 2007 منها قرابة 10 تم استهلاكها بالوطن والباقي يتم تهريبها نحو بلدان الشمال منها فرنسا، اسبانيا، ايطاليا، الدانمارك وأوروبا الغربية عموما التي تسجل بها اكبر معدلات الاستهلاك عالميا. وأشار سايح في نقطة أخرى أن الحدود الجزائريةالغربية تعتبر بوابة تهريب المخدرات إلى الوطن، وأن المغرب المورد رقم واحد لهذه السموم سواء للجزائر والعالم اجمع مسجلا أن أرقام مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الظاهرة تتحدث عن تخصيص 134 ألف هكتار من تراب المغرب لزراعة القنب. الا انه ذكر باكتشاف مزارع للقنب الهندي في الجزائر لاسيما بولايات بجاية،ادرار، بشار وغيرها وقال ان مصالح الرقابة قد تمكنت من تطويقها، ولكن هذا لا يعني أن مسألة زراعة القنب قد حسمت، يعلق ضيف القناة الثانية. وبالحديث عن ال16.5 طن من القنب التي تم حجزها العام الماضي قال سايح أن ما بين 10الى 15 منها تستهلك محليا في حال تعذر تهريبها نحو أوروبا. ويمثل القنب الهندي المخدر رقم واحد المستهلك بالجزائر يأتي بعده الأقراص المهلوسة بكل أشكالها، في الوقت الذي تتداول الكوكايين والهيروين بكميات قليلة جدا بالنظر إلى غلاء أثمانها وبعد مواطنها حيث تزرع ببلدان أمريكا اللاتينية وتهرب نحو بلدان إفريقيا ومن ثم أوروبا عن طريق موريتانيا والسينغال، وتدخل الجزائر عبر الصحراء الكبرى. يشار أن سعر 1 كلغ كوكايين يعادل تقريبا سعر 1طن من القنب لذلك فإن الكثير من شبكات التهريب تفضل الاتجار بهذا المخدر المدر للأرباح والمصنف ضمن المخدرات الثقيلة يقول المتحدث. وأخذت الحبوب المهلوسة جانبا من حديث ضيف منتدى الخميس للقناة الثانية حيث اعتبر انه بالنسبة إليه "لا فرق بين مخدر ثقيل أو خفيف فالكل مخدرات تنخر أجسام المدمن وتهدد الصحة العمومية"، مشيرا أن الأقراص المهلوسة قد انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة مما يستدعي تدخل جميع المصالح للحد منها. وكشف أن طرق تداول هذه الحبوب يرجع إلى بعض المرضى المصابين بأمراض عصبية فيلجؤون إلى تحرير 3 أو 4 وصفات من طرف عدة أطباء مختصين ثم يعمدون إلى بيع الأقراص المشتراة بأثمان باهظة بعد الاكتفاء بأدوية وصفة واحدة، وهذا بعد أن اكتشفوا أن مثل هذه التجارة تدر عليهم مبالغ كبيرة. من جهة أخرى تأسف رئيس الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها للجوء بعض الشباب والقصر إلى استنشاق الصراصير بعد تجفيفها أو "القريزيل" أو الجافيل المرّكزين أو "الباتكس"(الغراء) للتخدير وهي أنواع من المخدرات السهلة المنال وهذا بعد أن تمكّن الإدمان من الاستفحال في أجسادهم. وشدّد المتحدث على الرقابة الأسرية لهؤلاء وكذا تكاتف مجهودات الجميع لمحاربة هذه الآفة. للإشارة فإن الإذاعة الوطنية كانت قد نظمت الخميس يوما إعلاميا على أمواج قنواتها للتحسيس بمخاطر المخدرات وإدمانها شارك فيه العديد من الأخصائيين سواء الأطباء، علماء نفس واجتماع والدين تناولوا خلاله الظاهرة من جميع نواحيها مع عرض شهادات حية لمدمنين شباب تمكنوا من تجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتهم.