استقبل سكان ولاية ورقلة السنة الميلادية الجديدة على وقع الأزمة الحادة في المواد الطاقوية التي أثرت بشكل بارز على مختلف مناحي الحياة بالمنطقة خصوصا وأن ورقلة تعد ولاية بترولية وخزان طاقوي مهم ما يشكل بحق مفارقة عجيبة خلقت تذمر كبير بين أوساط مواطني الولاية. أزمة الوقود أدت إلى تعطل حركة المرور بمختلف الطرقات ومحطات نقل المسافرين بعدما اضطر أصحاب الحافلات وسيارات النقل الحضري التي تعتبر مصدر رزقهم إلى ركن مركباتهم بجوار محطات الوقود التي تحولت إلى أماكن لتجمع السيارات وهو ما أدى بنقابة سيارات النقل الحضري إلى إطلاق نداء للسلطات المحلية بالولاية من أجل تدارك هذه الأزمة خاصة وأن البعض اضطر لمضاعفة الأجرة المخصصة لنقل المواطنين والمسافرين على مستوى ولاية ورقلة،كما أن عددا من الموظفين وصلوا إلى أماكن عملهم متأخرين بسبب توقف المركبات وقلتها في بعض الطرقات خصوصا وأن الأزمة تتزامن مع عودة التلاميذ والطلاب إلى مقاعد الدراسة. الأزمة أيضا ولدت أزمات أخرى كتعطل مصالح المواطنين وتخوف الخبازين ولعل الهاجس الأكبر ذلكم المتعلق بالفلاحين الذين عبروا عن تخوفهم من أن تطول هذه الأزمة مزارعهم التي تشغل محركاتها ومضخاتها بالمازوت حيث باتت مهددة بالموت والتلف كما تؤثر على حركة تنقل شاحنات الخضر والفواكه مطالبين السلطات المعنية التدخل لإنقاذ محاصيلهم . أزمة المازوت والبنزين تجلت في غالبية محطات الوقود بالولاية والتي اصطف على جنبات طرقها طوابير طويلة لأصحاب المركبات علهم يظفرون بقليل من البنزين لتتحرك محركات مركباتهم حتى أن البعض اضطر للمبيت في محطات الوقود للحصول على البنزين أو المازوت أو حتى سير غاز . المواطنون المتضررين من هذه الأزمة عبروا عن استياءهم وتذمرهم الكبيرين لاستعمالاته المتعددة ،ولعل الغريب في الأزمة هو تهرب مصالح نفطال على مستوى ولاية ورقلة من تحمل مسؤوليتها إزاء التصريح لسكان الولاية وخاصة أصحاب السيارات والحافلات والمعنيين بهذه الأزمة من إجابة كافية وموضوعية ومقنعة لهذه الأزمة حيث تنقلت » صوت الأحرار « إلى مصالح نفطال على مستوى الولاية لكنها رفضت الرد والتعليق على شكاوى المواطني هذه الأزمة التي تفاقمت بشكل كبير بمختلف البلديات كالطيبات وتقرت والحجيرة ولعل من يزور أيا من محطات ونقاط بيع هذه المواد الضرورية يجد الصورة ذاتها تتكرر إذ تزدحم عشرات الآليات والشاحنات كما يتجمع المواطنون في طوابير طويلة في انتظار الفوز بما يجود به القائمون على هذه المحطات من بنزين ومازوت كما أصبحت هذه الأزمة الأكثر خطورة في أحاديث الناس وموضع تساؤلاتهم واستفهاماتهم كما بات الازدحام الذي تشهده محطات الوقود منذ أسبوع أمرا مألوفا أمام نقاط بيع المواد الطاقوية حيث رفعت لافتات كتب عليها -لايوجد المازوت- وقد عبروا عن خشيتهم في أن تطول هذه الأزمة مطالبين الجهات الوصية اتخاذ الإجراءات اللازمة والإسراع في إدراك هذه المحنة.