اثار قرار وزارة النقل القاضي بتعديل أسعار النقل الجماعي الحضري للمسافرين الذي دخل حيز التطبيق ابتداء من الثلاثاء الماضي و ذلك باعتماد معيار الكيلومتر، موجة من الاحتجاجات وسط مستعملي هذه الوسائل، وصلت إلى حد المناوشات الكلامية مع السائقين و القابضين مسجلين بصوت واحد الطابع التعسفي للقرار الذي لم يهتم إلا بزيادة التسعيرة دون مراعاة معاناة مستعملي هذه الوسائل على متن مركبات من المفروض منعها من السير بقرار رسمي، لأنها أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على مستعمليها غالبية مستعملي النقل الجماعي الحضري تفاجئوا وشككوا في هذا القرار الذي سارع أصحاب المركبات إلى تطبيقه مستدلين بختم مديرية النقل لولاية الجزائر الذي أقر صراحة الزيادة على كل الخطوط، و إذا كان هؤلاء قد ورضخوا للقرار، فإنهم طالبوا وزارة النقل بإنزال أعوان المديرية إلى المحطات في خرجات ميدانية للوقوف على معاناة، أجمعت الأغلبية انه إما أن الوصاية لا علم لها بذلك أو أن هناك تواطىء واضح مع المتسببين في ما يحدث يوميا لعشرات المئات من مستعملي هذه الوسائل سواء على مستوى المحطات أو المواقف يخفي وراءه مصالح شخصية عديدة. مستعملو خط بن عكنون السحاولة يطالبون بفتح تحقيق و تساءل مستعملو خط بن عكنون السحاولة ذهابا و ايابا على سبيل المثال لا الحصر عن سبب صمت مديرية النقل أمام معاناة طالت فصولها على يد ناقلين و قابضين جردوا مهنتهم من طابع الخدمة العمومية و طالبوا من وزارة النقل الإسراع بفتح تحقيق عما يتجرعه المواطنون يوميا من تجاوزات و سلوكيات لا يمكن ان يتقبلها العقل قال لنا احدهم . تزداد معاناة سكان المجمعات و الأحياء الجديدة سواء التابعة لوكالة »عدل« أو السكنات التساهمية او الاجتماعية الذين رحلوا منذ سنوات حسب شهادة هؤلاء، بشكل غير مقبول اذ يشكو هؤلاء من مشكل قلة وسائل النقل الحضري و سوء توزيع الخطوط من طرف مديرية النقل لولاية الجزائر بشكل غير مدروس ، لم يعتمد قط على ما يعرف بقانون العرض و الطلب. هذا الواقع المر الذي يتجرعه هؤلاء المرحلين الجدد يوميا يمكن أن يلاحظ على مستوى كل من محطات بن عكنون ، عين الله أو درارية على سبيل المثال لا الحصر، يضطر مستعملو الخط المتوجه من هذه الأخيرة باتجاه السحاولة الانتظار أزيد من ساعة في المحطة و أكثر من نصف ساعة داخل الحافلة حتى يعلو صراخ الركاب مطالبين السائق بالخروج من المحطة ليشرع هذا الأخير في حركة تحسب على المناورة و ربح الوقت في تدوير المحرك لتهدئة الأعصاب ليس الا . المواطنون الذين أصبحوا حسب اعترافاتهم رهائن لمثل هذه السلوكات اليومية ،وجهوا أصابع الاتهام لمديرية النقل التي منحت الخط المذكور لمستعمل واحد أصبح بفعل الاحتكار يتحكم في مصائر العباد و يطبق قانونه الخاص ضاربا عرض الحائط بمبدأ الخدمة العمومية التي يضمنها النقل العمومي، بينما أرجع البعض الأخر المسؤولية كاملة لغياب المؤسسة الوطنية للنقل الحضري» ايتوزا« التي لم تغط هذه المنطقة بأي شكل من الأشكال. شهادات تفضح معاناة صامتة »اعمل ، قالت احدى مستعملات هذا الخط ،منظفة بإحدى المؤسسات الخاصة الكائنة بساحة أول ماي ، رحلت منذ قرابة السنة إلى حي 1600 مسكن اجتماعي بالسبالة ، أخرج كل صباح على الساعة الخامسة و النصف لأضمن وصولي إلى مقر عملي على الثامنة و النصف بكثير من التأخير، و لولا اني أرملة أربي أربعة أطفال لا سارع رب العمل إلى طردي، لكن غالبا ما تكون الأمور عند العودة أسوا بكثير لأنه إذا كنا في الصباح نشهد قلة أو ندرة الحافلات الرابطة بين خط سحاولة و بن عكنون مع ندرة مستعملي هذا الخط في هذا الوقت المبكر، فإن بعد الظهيرة تتضاعف المعاناة أكثر بفعل تزايد عدد مستخدمي هذا الاتجاه و في الوقت الذي نشهد انطلاق أكثر من عشر حافلات باتجاه درارية، بابا حسن أو دويرة أو أي اتجاه آخر ، نضطر للانتظار نحن مستعملي هذا الخط إما في المحطة أو داخل الحافلة حتى يصعب على الركاب التحرك، بينما يعلو في كل مرة صوت القابض مستفزا هؤلاء مرددا عبارة »ما زال كاين بلاصا خلوهم يطلعوا معاكم« أفكر، اعترفت لنا هذه السيدة ،جديا في البحث عن عمل اخر سواء على مستوى البيوت أو على أقل يكون قريب من مسكني حتى لا أضطر في كل يوم الانتظار أزيد من ساعة الحافلة لتنطلق بنا و هي تكاد تنفجر من الاعداد الهائلة من البشر الذين تكدسوا بها. احدى الاطارات التي تعمل بإحدى مديريات الصندوق الوطني للتقاعد بالجزائر العاصمة و الساكنة بحي »عدل « اعترفت لنا هي الاخرى أن الجحيم الذي ظلت تعيشه طيلة شهور مع مشكل النقل كاد أن يدفعها إلى الاستقالة من منصب تعب والدها كثيرا في ضمانه لها بفضل معارفه و أصحابه. »ما يصدقش عقلك، قالت لنا و هي تتذكر معاناتها، كنت اضطر للانتظار أكثر من ساعة حتى أجمد من شدة البرد و عندما تصل الحافلة إلى محطة» عدل« بالسبالة ينزل أربع أو خمسة ركاب بينما يحاول أكثر من عشرين شخصا الصعود في مشادات كلامية بين الركاب أنفسهم و بين هؤلاء و القابض الذي عادة ما يحاول تهدئة النفوس بعبارة »راهو جاي واحد بعد دقائق «لكن الدقائق التي يقصدها القابض عادة ما تصير ساعة.... »حاولت من باب الحلول المقترحة عليا ، أضافت ذات المتحدثة، الخروج باكرا أو الاستعانة بسيارة أجرة هذه الأخيرة تعد حقا مفقودة بهذه المنطقة، لكن في الاخير تعبت من هذه الحلول مؤقتة و اضطررت بموافقة والدي الاستعانة بأحد» الكلونديستان« الذي يسكن ذات الحي و اتفق مع أبي على ضمان ذهابي و عودتي كل يوم من العمل مقابل 3500 دج شهريا ،و الغريب أضافت هذه الفتاة،انني وجدت ذات السائق يضمن كل صباح نقل ثلاث فتيات أخريات إلى عملهن الكائن بضواحي العاصمة مقابل نفس الأجرة بعد أن تعبن من مشكل النقل و فكرن حسب اعترافاتهن في تقديم استقالتهن. » أخشى ، قال احد المتضررين من مشكل النقل الرابط بين خط سحاولة بن عكنون ، أن اصبح في يوم من الأيام شخص غير مرغوب فيه من طرفكل معارفي وجيراني من كثرة ثقلي عليهم لكن» الخبزة« تحتم ذلك.. '' ظللت بدون عمل ، أضاف محدثنا قائلا، أزيد من سنتين بعد تسريح جماعي من المؤسسة المفلسة، ضاعت عائلتي المتكونة من أربعة أشخاص و أمهم ولولا عمل زوجتي في احدى المؤسسات التعليمية كمراقبة لاضطررنا للتسول جماعة، لذلك بعد حصولي على هذا العمل الجديد بضواحي حسين داي اضطر للخروج مباشرة بعد صلاة الفجر و أمام مقهى الحي أنتظر مرور أي شخص أعرفه ليقلني على الأقل نصف الطريق لأكملها حتى بن عكنون إما مشيا على الأقدام أو استوقف الحافلات المتوجهة سواء من العاشور أو عين الله باتجاه بن عكنون المهم أن لا افقد عملي'' . عريضة شكوى لمديرية النقل و كشف لنا ذات المواطن أن مجموعة من سكان حي» عدل« بالسبالة يحضرون لتقديم عريضة شكوى لمديرية النقل يشكون ممارسات أصحاب المركبات ومن تصرفات معظم القابضين الذين لم يتلقو أي تكوينا خاصا مما يجعلهم في كل مرة يتشاجرون إما فيما بينهم أو مع الركاب، و سيطالبون في ذات العريضة تعزيز الخطوط المتجهة من بن عكنون إلى سحاولة أو استحداث خطوط جديدة من حي »عدل« إلى محطة عين الله، بمنح الاعتماد لأكثر من ناقل لان كل المؤشرات، حسب محدثنا، تدل أن مديرية النقل اعطت الاحتكار لناقل واحد حسب التذاكر و ألغت هذا الحق للآخرين بينما غيبت حافلات ''الايتوزا'' بشكل نهائي من هذا الخط و برر مكتب المراقبة لذات المؤسسة بمحطة بن عكنون دخول هذه الحافلات حيز التنفيذ بعد تقرب سكان حي عدل و الاحياء المجاورة بشكل فردي من المكتب المذكور لتسجيل أسمائهم مبدين رغبتهم في الاستفادة من خدمات حافلات ''الايتوزا''. وزارة النقل التي سارعت قال لنا هؤلاء للزيادة في التسعيرة كان من المفروض أن تطالب أصحاب المركبات لاسيما التي يفوق عمرها عشر سنوات بتجديد الحظيرة و تعزيزها و اخضاع القابضين لفترات تكوينية يتعلمون كيف يتعاملون مع الركاب و لا يقضون نصف وقتهم في معاكسة مستعملات هذه الوسيلة و النصف المتبقي في استعراض عضلتهم لا يهدأون إلا عند الحواجز الامنية خوفا من سحب الرخصة منهم.