بخطوات متثاقلة قصدت فتيحة بوسعدة جريدة '' صوت الأحرار'' لتنقل همومها التي أثقلتها ولم ترحم سنها ال 68 ، أرملة توفي زوجها سنة 2011 تاركا إياها تصارع الحاجة والفقر بعد أن سد الباب الوحيد الذي كانت عائلتها تسترزق منه ، لتبدأ رحلتها للبحث عن من يعينها على صعوبات الحياة، سواء من طرف المحسنين أو التفاتة من المسؤولين لتضع حدا للوضعية المزرية التي تعيشها وتقدم لها الدعم والمساعدة الكفيلان بإخراجها من المأساة الاجتماعيةالتي تتخبط فيها كثيرات هن الأمهات اللواتي وجدن أنفسهن بعد فقدان الزوج الذي كان يعيل العائلة في محنة حقيقية تستدعي منهن الخروج من المنزل الذي لم يكن يفارقنه إلا للضرورة القصوى، وهذا بحثا عن لقمة عيش وحسنة مالية تمكنهن من تلبية احتياجات أبنائهن، وواحدة من هؤلاء فتيحة بوسعدة أرملة وأم لسبعة أطفال و تقطن ب 11 شارع فيصل مبارك بسيدي امحمد بالعاصمة قصدت هذه المرأة الجريدة لتوجه ندائها للمحسنين والسلطات لتمد لها يد المساعدة بعد أن ضاقت بها السبل . راحت محدثتنا تصف المعاناة التي تعيشها بحزن كبير قائلة أنها فقدت الزوج سنة 2011 وبوفاته أغلق باب الرزق الذي كانت تعيش منه هي وابنيها اللذان يقاسمانها مرارة الحياة، بعد أن تزوج الخمسة الآخرين، فأحدهما معاق ذهنيا بنسبة 100 بالمائة، والآخر بطال لم تفلح محاولاته لإيجاد عمل في أن يحظى بوظيفة تسمح له برفع الغبن عن أمه وأخيه. ''نهار ناكلوا ونهار ما ناكلوش'' هي العبارة التي عبرت من خلالها فتيحة عن حال عائلتها التي تبحث عن من المساعدة، وهي تكابد من أجل رؤية مير سيدي امحمد حتى يمنحها طاولة في سوق تسمح لابنها من العمل وتدبير قوت يومهم، حيث أنهك الفقر المدقع والمرض قواها علما أنها كانت مصابة بداء السرطان وقامت بإجراء عمليتين جراحيتين بمستشفى القبة، وهو ما جعل من يومياتها مأساة حقيقية، لتجد نفسها اليوم تواجه هذه المعاناة وحدها أمام غياب أيادي رحيمة تتكفل بمشاكلها وتنتشلها من الضياع الذي بات يهددها، فما عدا منحة ابنها المعاق ذهنيا التي يتقاضاها والمقدرة ب 4000 دج، لا تملك أي دخل سوى المساعدات التي يتقدم بها المحسنين بين الحين والآخر، فهذه الوضعية تتفاقم حسب ما أكدته وحجم المعاناة يتضاعف يوما بعد يوم. وضعية مؤلمة ومأساوية تتقاسم فيها الفقر والحاجة مع ابنيها، يضاف إليها وضع ابنها الذي يتخبط تحت هاجس البطالة ولم يتمكن في زمن ''المعريفة'' من الظفر بوظيفة، فحلم رؤيته يعمل بصفة دائمة يراودها باستمرار لتطمئن عليه ما دامت على قيد الحياة ولا تتركه فريسة للفاقة في هذا الزمن الصعب على حد قولها. لم تستسلم هذه السيدة للوضع الذي تعيشه ورغم مرضها وكبر سنها إلا أنها تقصد باستمرار بلدية سيدي امحمد من أجل الظفر بلقاء مع المير الجديد، لكن منذ أن تم تنصيبه لم تبدأ عملية استقبال شكاوي المواطنين- تقول- ليبقي الطلب الذي تقدمت به حبيس الأدراج منذ العهدة السابقة التي وعودها خلالها رئيس البلدية بالاستفادة من طاولة أو محل تجاري، لكن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع، وهي اليوم تحاول من جديد علها تجد آذانا صاغية. لذا فهي تناشد بداية المسؤولين على مستوى بلدية سيدي امحمد الأخذ بعين الاعتبار أولويتها في الحصول على مصدر رزق لها ولأبنائها، وكذا المحسنين لتقديم المساعدة لها من أجل تلبية احتياجات عائلتها وأن ينظروا لحالها بعين الرحمة والإنسانية حتى تتحسن ظروفها المعيشية والاجتماعية، علما أنها تقبل أي مساعدة كانت مادة أو عينية..