ودّع الجزائريون عطلة أسبوع ألفوها لمدة 33 عاما، ما جعلهم يتساءلون كيف سيستقبلون هذا التغيير من حيث ممارساتهم اليومية، وما هي المدة التي تكفيهم للتأقلم مع هذا الوضع الجديد، وهل فعلا أن هذا التغيير ستكون له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني. »صوت الأحرار« حاولت أن ترصد أراء المواطنين حيال تغيير يومي عطلة نهاية الأسبوع وذلك باستفسار مختلف الشرائح الاجتماعية عن مدى تقبلهم للأمر فاختلفت الآراء وتشعبت ما بين موافق ورافض في حين وضعها البعض في خانة لا يهم، إلا أننا خرجنا في نهاية هذا السبر للآراء بإجماع كل من طرحنا عليهم الموضوع أن تبقى الجمعة يوم عطلة وهو ما يفسر قدسية هذا اليوم في نفوس الجزائريين. الموظفون العموميون أكثر الفئات تأثرا بالقرار وبحسب النظام الجديد لعطلة نهاية الأسبوع فإن أيام الدراسة بالنسبة للتلاميذ في المدارس والإكماليات والثانويات سوف تتغير، لأن هاته الفئة سيمس توقيت دراستها تغيرا خلال السنة الدراسية القادمة من يوم الخميس إلى يوم الجمعة وذلك من الساعة الثامنة صباحا والى غاية منتصف النهار. سامية معلمة في قطاع التعليم الثانوي قالت »لقد فاجأتنا الحكومة بهذا القرار، إلا أنني لا أرى مانعا في تغيير عطلة نهاية الأسبوع المهم لدينا كأساتذة أن لا يكون لهذا القرار انعكاسات على الحجم الساعي للتلاميذ على وجه العموم«. في حين يقول الأخضر.ش أستاذ جامعي في علم الاجتماع »مهما كانت الأهداف والدوافع من تغيير عطلة نهاية الأسبوع، فالمشكل هنا في ضرورة تحديد أيام العطلة لاسيما وأن العمل هو العمل مهما كان اليوم المخصص لذلك، فهناك من يعمل يوم الجمعة وليس لديه أي مشكل، وأظن أن مشكلنا في الجزائر يتلخص في تنظيم الوقت فقط، فإذا استطعنا تنظيم أوقاتنا بصورة جيدة فسنتأقلم مع أي تغيير كان ولن يكون هناك مشكل أبدا، وبالعكس فقد نحقق تطلعات أسمى إذا غيرنا نمط حياتنا فالدول التي نجحت في تحقيق التطور الدائم لم يكن ليحدث فيها هذا الأمر إلا بفضل التنظيم الحسن للوقت، وتخلفنا نحن بسبب إهمال الوقت وعدم الاهتمام بضياعه أبدا«. وهناك فئة تعتقد أن هذا التغيير لا يعنيها، هذه الفئة التي تغلب عليها شريحة البطالين والمتقاعدين بالإضافة إلى كبار السن ترى أنه لا يهمها هذا القرار أو بالأحرى ليست معنية به مادامت أيامها كلها راحة. يقول كمال عاطل عن العمل في هذا الإطار »بالرغم من أنني لا أعرف بالضبط ما هي دوافع الحكومة إلا انه من وجهة نظري لم يكن ضروريا أن تتجه إلى تغيير عطلة نهاية الأسبوع لاسيما وأننا قد اعتدنا على يوم الخميس والجمعة«. أما الحاجة سعيدة فقالت »نحن كبار السن لا يعنينا الأمر، المهم أن يبقى يوم الجمعة يوم راحة لأنه عيد المؤمنين كما يقولون وهو نابع من ديننا وثقافتنا، مؤكدة بأنها ستتأثر يومياتها بشكل غير مباشر لاسيما وأن لديها أبناء وأحفاد اعتادت أن تجتمع بهم يوم كل جمعة«. و كان للبعض الآخر وجهة نظر مختلفة من خلال مقترح يرونه بديلا وذلك من خلال أن تقتصر عطلة نهاية الأسبوع على القطاعات التي تتأثر بنظام العطلة القديم والذي كان يسبب خسائر مالية معتبر للجزائر، وهو ما ذهب إليه س.خالد عون أمن ببريد الجزائر الذي يقول »لا أفهم سبب كل هذا التهويل الذي يدور حول تغيير عطلة نهاية الأسبوع، إلى درجة أنها أصبحت من الطابوهات، من وجه نظري لا أعتقد بأن هذا القرار له من الأهمية ما يجعلنا نتخوف من تداعياته إلا أنني أرى بأنه كان من الأفضل أن يقتصر هذا التغيير على القطاعات التي كانت تتأثر ماليا من نظام العطلة القديم«. وقد لقي تغيير عطلة نهاية الأسبوع ترحيبا واسعا من طرف العديد من المواطنين، كونه يستجيب لرغبة معبر عنها من قبل أكثر من طرف، لا سيما وأنه أبقى على يوم جمعة اليوم المقدس لدى الجزائريين كيوم عطلة.