أكد الدكتور علي بن محمد أن الوثيقة التي أفرزتها ندوة »سانت ايجيديو« تستحق أن تدرس في كليات السياسة لكونها استطاعت أطراف على اختلاف توجهاتها وايديولوجياتها التوصل إلى صيغة توافقية، مؤكدا أن الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الراحل عبد الحميد مهري كان يشدد على أن يقوم على الحوار الوطني على القوة الفاعلة في البلاد. ذكر وزير التربية الوطنية الأسبق علي بن محمد بخصوص ندوة » سانت ايجيدو« التي احتضنتها العاصمة الايطالية روما عام 1994 بالتحذير الذي أطلقه الفقيد عبد الحميد مهري قبل اشتعال الأزمة الأمنية في الجزائر، وأوضح بن محمد أن مهري كان يدعو إلى عدم استعمال السلاح وكان يردد دائما أن العنف اللفظي سيؤدي إلى العنف.أما الدكتور محمد لعقاب، فقد أشار إلى الظروف التي انعقدت فيها ندوة »سانت ايجيدو« ، وأكد في هذا السياق أن الساحة السياسية كانت منقسمة باعتبار أن جزء منها تؤيد الحوار السياسي والآخر يعارضه. وأوضح الأستاذ بكلية الإعلام والاتصال محمد لعقاب موقف المجاهد الراحل عبد الحميد مهري من الحوار السياسي آنذاك، وقال إن مهري كان يتبنى حوارا سياسيا جديا تشارك فيه كل الأطياف السياسية، مضيفا أن فقيد الجزائر كان يقاطع الحوار عندما لا يتسم بالجدية. وأشار لعقاب إلى الحصار الذي كان مفروضا على مهري الذي كان يؤمن بالحوار وبعض الأحزاب التي كانت تسير في نفس الفلك، مؤكدا أنه تم منع الفقيد من عقد الندوات الصحفية لشرح أفكاره. وبرأي الدكتور لعقاب فإن ندوة »سانت ايجيدو« التي شارك فيها مهري رحمه الله قدمت أرضية لحل الأزمة الأمنية، ليضيف أنها لقيت معارضة قوية، موضحا أن نفس النخبة بعد سنوات تراجعت وطبقت»سانت ايجيديو« بطريقة أخرى. ومن جانبه، قال مدير جريدة» صوت الأحرار« إن المجاهد الراحل عبد الحميد مهري عاش ضغوطا كبيرة في أعقاب ندوة »سانت ايجيدو« إلا أنه لم تنل منه، مضيفا أنه كان يواجه تلك الضغوط بكل أريحية.