اغتيل القيادي في الجبهة الشعبية المعارضة في تونس شكري بلعيد صباح أمس بالرصاص في العاصمة التونسية، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ الثورة التي اندلعت قبل ما يزيد عن عامين. قالت تقارير إعلامية إن المعلومات التي استقتها على الفور أشارت إلى أن عملية الاغتيال التي وقعت في الساعة الثامنة والربع من صباح أمس، نفذها شخصان توجها نحوه وأطلقا عليه ثلاثة أو أربعة عيارات نارية، وأضافت أن هناك إجماعا سياسيا من السلطة والمعارضة على إدانة عملية الاغتيال. وإثر اغتيال القيادي في المعارضة اليسارية شكري بلعيد، ألغى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة وقرر العودة بشكل عاجل إلى تونس من العاصمة الفرنسية باريس، كما أفاد مسؤول في الرئاسة. وقال راشد الغنوشي، الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تصريح لإذاعة تطاوين الحكومية، إن بلعيد ضحية حادث إرهابي المستهدف فيه ليس شكري بلعيد بل تونس كلها، داعياً التونسيين إلى تجنب السقوط في فخ العنف والعنف المضاد، بينما أكّد رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أنّ اغتيال المعارض العلماني البارز شكري بلعيد بالرصاص هو اغتيال سياسي واغتيال للثورة التونسية، وأضاف الجبالي أن من قتل بلعيد يريد إسكات صوته وقتل آمال التونسيين. وذكرت إذاعة »شمس أف أم« المحلية التونسية، أنّ عملية الاغتيال تمّت وسط تونس العاصمة، بالقرب من منزل بلعيد الذي أصيب بالرصاص في الرأس والرقبة، وتُعتبر هذه أول عملية اغتيال تشهدها تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي .2011 ويأتي مقتل العضو السابق بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، في خضم حالة من الاحتقان السياسي، وبعد أسبوع من تمديد السلطات التونسية حالة الطوارئ لشهر إضافي. وشكري بلعيد من مواليد 26 نوفمبر ,1964 وعمل كمحام وقد دخل مؤخراً في تحالف سياسي مع القوى اليسارية والقومية وبعض المستقلين في جبهة سياسية موحدة استعداداً للانتخابات العامة منتصف العام الجاري.