عقد أمس اجتماع رفيع المستوى سيستمر نهار اليوم بتمنراست، ويجمع رؤساء أركان الجيش لكل من الجزائر، مالي، النيجر، وموريتانيا، تحسبا لوضع خطة مشتركة تسعى لمكافحة الإرهاب بمنطقة الصحراء الكبرى، وكيفية مواجهة ما أصبح ما يسمى »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«. انطلق أمس الأربعاء بولاية تمنراست بالناحية العسكرية السادسة اجتماع تنسيقي لرؤساء أركان القوات المسلحة للجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر في سياق الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وذكر البيان الصادر عن وزارة الدفاع الوطني أن الاجتماع الذي يدوم يومين أي الأربعاء والخميس يندرج في إطار الجهود الحثيثة المبذولة من طرف السلطات السامية للجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر والمتعلقة بتعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني. ويعد هذا الاجتماع رفيع المستوى لرؤساء أركان الجيش في البلدان المذكورة، خطوة عملية أولى من نوعها لتسطير استراتيجية موحدة لمكافحة خطر الإرهاب في منطقة الساحل خصوصا بعد عودة حالات الاختطاف التي تعرض لها الأجانب بهذه المنطقة من الصحراء الكبرى. وأشار بيان وزارة الدفاع الوطني إلى أن هذا الاجتماع سيكون فرصة لجميع الأطراف من أجل التطرق إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك والبحث سويا في سبل ووسائل توثيق التعاون في مجال التصدي المشترك للجريمة المنظمة على الشريط الحدودي وبصفة خاصة الإرهاب، في وقت أكدت العديد من التقارير الأمنية أن منطقة الساحل الإفريقي، بالإضافة إلى كونها ملتقى الحركات المتمردة في جنوب الصحراء الكبرى، تعد أيضا منطقة لتهريب الأسلحة والمخدرات والهجرة السرية. وإن كانت الجزائر من بين بلدان المنطقة الداعية منذ سنوات إلى التصدي لخطر الإرهاب الذي عانت منه في العشرية الماضية، فإنها تمكنت خلال الأشهر الماضية من تجسيد اتفاق تعاون مع دولة مالي في هذا الشأن والذي يقضي في مضمونه بدعم الجهود التي تقوم بها دوريات حرس الحدود بين البلدين إلى جانب مدها بالوسائل الكفيلة بتأدية مهامها في أحسن الظروف، وفي نفس الإطار كانت الدولتان اتفقتا على تكوين إطارات في سلك الدرك في مجال مكافحة الإرهاب وذلك بالنظر إلى تجربة الجزائر في هذا الميدان. فيما يتزامن عقد هذا الاجتماع لقيادة أركان الجيش بكل من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، مع عودة التهديدات للمصالح الأجنبية خصوصا منها الأمريكية والفرنسية، حيث حاول التنظيم المعروف بقاعدة المغرب الإسلامي القيام بضغوطات خلال الأسابيع الماضية لتأكيد وجوده الميداني وذلك على إثر اختطاف عدد من الرعايا الأجانب في كل من مالي والنيجر، مقابل الحصول على فدية، في حين كان نفس التنظيم تبنى العملية الانتحارية التي نفذت يوم السبت الأخير بالقرب من السفارة الفرنسية بنواقشط بموريتانيا.